محمَّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال ، قال : اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي فقلت : أسأل أبا عبد اللَّه عليه السلام ، فلمّا دخلت ابتدأني وقال : ( رحم اللَّه جابراً الجعفي ، كان يصدق علينا ، لعن اللَّه المغيرة بن سعيد ، كان يكذب علينا ) [1] وسائر ما روي فيه إمّا دالٌّ على مدحه ، أو غير دالّ على قدحه . ثمَّ أقول : لا يخفى أنَّه لا دلالة في الرواية الأُولى على قدحه ، وأمّا الثانية فضعفه بعليّ بن الحكم ، وهو غير مذكور بالتضعيف ولا بالتوثيق ، ويجبره الأخبار الأُخر الدالَّة على مدحه ، وأمّا محمَّد بن عيسى فالأقوى وثاقته ، كما سيأتي إن شاء اللَّه تعالى في محلَّه ، إذاً فالحقّ كون جابر هذا ثقة ، كما نصَّ عليه ابن الغضائري . قال : ( إنَّه ثقة في نفسه ، ولكن جلّ من روى عنه ضعيف ، فممّن أكثر عنه من الضعفاء عمرو بن شمر الجعفي ، ومفضَّل بن صالح [ و ] السكوني ومنخَّل بن جميل الأسدي ، وأرى الترك لما روى هؤلاء عنه ، والوقف في الباقي إلا ما خرج شاهداً ) [2] ، ولا يخفى ما فيما رأى ، إذ الترك لما روى هؤلاء حسن لضعفهم ، وأمّا الوقف في الباقي بعد صحَّة الراوي عنه فليس بشيء مع تنصيصه بكونه ثقة . 31 جعفر بن [ محمَّد بن ] [3] مالك بن عيسى بن سابور ، أبو عبد اللَّه الكوفيّ ، روى عنه أبو علي بن همّام وأبو غالب الزراري . ضعَّفه النجاشي وابن الغضائري ، وقال : ( ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو عليّ بن همّام ، وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما اللَّه ) [4]
[1] الكشّي : الرقم 336 ، ص 191 - 192 . [2] الخلاصة : القسم الأوّل ، ص 35 . [3] كما في « ق » . [4] النجاشي : الرقم 313 ، ص 122 .