بن قطر بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن علة بن خالد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، الحارثي ، يكنّى أبا عبد اللَّه ، يلقَّب بالمفيد ، شيخ الطائفة ورئيسهم وأُستادهم ، له المناقب الفاخرة ، والمفاخر الزاخرة ، والفضائل المتكاثرة ، وكان سبب تسميته بالمفيد أنَّه دخل في صباه مجلس قاضي بغداد ، فسأل عن القاضي رجل من أهل المجلس : سمعنا أنَّ النبي صلى الله عليه وآله نصَّ على عليّ بن أبي طالب عليه السلام بالإمامة يوم الغدير ، فكيف جلوس الخلفاء بالإمامة ؟ فقال القاضي : النص رواية ، وجلوس الخلفاء دراية ، والعاقل لا يترك الدراية للرواية . فسمع المفيد ذلك وسكت وجلس حتّى خرج كلّ من في المجلس ، فالتفت القاضي إليه فرآه وحده ، قال : ألك حاجة يا صبيّ ؟ قال : نعم ، سمعنا أنَّ عائشة وطلحة وزبير خرجوا على عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، فما قول القاضي فيهم ؟ قال : خرجوا ولكن تابوا عن ذلك ، فقال المفيد رحمه اللَّه : الحرب دراية والتوبة رواية ، والعاقل لا يترك الدراية للرواية . فقال القاضي : أنت المفيد حقّا ثلاث مرّات فلقّب الشيخ بالمفيد ، ويعرف بابن المعلَّم أيضاً . كان أوثق أهل زمانه وأعلمهم ، إليه انتهت رئاسة الإماميّة في وقته ، أخذ عن شيخه أبي القاسم جعفر بن محمَّد بن قولويه ، والحسين بن عبيد اللَّه ، وغيرهما ، وعنه المرتضى والشيخ أبو جعفر الطوسي وغيرهما . مات روَّح اللَّه روحه ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، وكان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة ، سنة ثلاث [1] وثلاثين
[1] كذا ، وفي النجاشي ( الرقم 1067 ) : ستّ وثلاثين أو ثمن وثلاثين ، وكذا في الخلاصة .