responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 94


المكتبة تنور الأفكار ، وتحد البصائر ، وتزكي الأرواح ، وتطهر القلوب ، وتصلح الخلائق ، وتوطد للشعب جواد الصلاح ، وتبلط لهم سبل الخير ، وتبوئ الإنسان مقاعد الصدق ، وتجعل الإنسان إنسانا ، فيغدو والنور قائده ، والسلام والفضيلة مهده ، والحياة الروحية التي لا نفاد لها غايته ومنتهاه ، فيجد في العاجل والآجل انس الاستقرار وسلامة المقام ، ودعة المصير ، ونجاح البداية والنهاية .
المكتبة تعقم السرائر ، وتزيل عنها أوساخ الغباوة ، ودنس الغية ، وظلم الشبه ، ومعرة السدر في وادي الجهل ، وتبصر الإنسان مواقع الانحطاط والتسافل ، وتوجهه إلى الحياة السعيدة ، والفوز مع الخلود .
المكتبة شارة البلاد ، وحدائق ذات بهجة لرواد الفضيلة ، ونادي حفل النبلاء ، ومنتدى زمرة الثقافة ، ومعقل كل بحاثة إذا أعضل به البحث ، ومنتجع كل ذي فن إذا أشكلت عليه المزاعم ، ومكتب الصلة والتعارف بين فضض من أساتذة العلوم والفنون ، ورجال البحث والتنقيب ، تجمع شملهم ، وتوحد صفوفهم ، وتؤلف بين قلوبهم ، إخوانا على سرر متقابلين ، وتوقف كلا منهم على فكرة الآخرين ، كل هذه تومي إلى صالح الأمة ، وما للشعب عنها محيص .
هذه هي المكتبة ، غير أن من المأسوف عليه جدا أن دروس هذا الموضوع الخطير لم تبين بعد عند المسلمين ، وما درسوها دراسة كاملة ، فأهملوا هذه الإثارة ، وخسروا هذه البضاعة ، وافتقدوا هذه الثروة الطائلة ، وما قدروها حق قدرها ، وما عرفت هي اليوم عند الشرقي على ما هي عليه من القيم ، ولم يدر ما هي وما خطرها ، ولم يقتف الخلف أثر السلف في تقديرها ، والإعجاب بها ، والاهتمام بشأنها .
فجاء أناس بعداء آخرون عرفوا قيمة هذه الفضيلة ، وعلموا من أين تؤكل الكتف ، فجاسوا خلال الديار ، وأغاروا على كل تراث علمي - كبقية نواميس الشرق - ووجدوها غنيمة باردة ، وبذلوا دون جمعها النفس والنفيس ، ومضوا على ضوء الثقافة ، وشعروا وسائل رقي البلاد بلادهم ، وحنكتهم الأيام ، ودربتهم

94

نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست