نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 83
ثم أمر سماحته نجله الشيخ رضا أن يقرأ عليه الجزء الثاني عشر - والذي لم يطبع بعد - لتقويم النص وتصحيح فصوله وأبوابه ، وكذلك الجزأين الأخيرين الثالث عشر والرابع عشر من بعده . إلى هنا فقد ودعت سماحة العلامة الأميني مستأذنا بالعودة إلى بغداد ، على أمل اللقاء به في رحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وعدت إلى بغداد ، وما كان يدور في خلدي أن يكون هذا الوداع هو الوداع الأخير ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . وبعد أسبوعين سافرت إلى اليابان ، لحضور المعرض الدولي العالمي ، وبعد الانتهاء عرجت إلى هونگ كونگ ، ومن ثم إلى كانتون عاصمة الصين الشعبية التجارية لحضور معرضها السنوي ، ومنها إلى تايلند " سيام " ، ومنها إلى البحرين ثم الكويت ثم بيروت ، وبعد عودتي إلى بغداد بأسبوع ، انتقل إلى جوار ربه الإمام السيد محسن الحكيم إلى الرفيق الأعلى في أحد مستشفياتها ، فارتجت العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب بالفاجعة المؤلمة ، وحصل لي شرف المساهمة في مراسيم التشييع وإقامة المآتم والفواتح . وبعد أسبوع من هذا الحدث المؤلم داهمت مكتبي ثلة من جلاوزة السلطة البعثية الصدامية واقتادوني إلى داري ، وبعد تفتيش داري تفتيشا دقيقا أبلغت بحكم اعتقالي ، واخذت إلى إحدى زنزانات المباحث " الأمن " تحت مجهر التحقيق الرهيب ، بتهمة " النشاط الرجعي " وبقيت رهن التحقيق زهاء ثلاثة أشهر . وفي هذه الفترة لبى نداء ربه العلامة الأميني ، ونقل جثمانه الطاهر من طهران إلى النجف الأشرف - وأنا منعزل عن العالم الخارجي كله ، ولا علم لي بما يدور حولي خارج الزنزانة الانفرادية التي أودعت فيها نعم في هذه الفترة استدعيت للتحقيق وسئلت عن علاقتي " بالعلامة الأميني " . وبعد إطلاق سراحي علمت بوفاته وما جرى له من تشييع مهيب في طهران وبغداد والكاظمية وكربلاء والنجف إلى رمسه الأخير وحفرته المباركة - في جنب مكتبته الخالدة . فإنا لله وإنا إليه راجعون .
83
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 83