نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 81
المستشفيات العادية ؟ أنت تعلم أن الصحيح إذا دخل مستشفى الكوفة يخرج منها مريضا . عند ذلك سكت ولم يعلق على كلامي . هنا تدخل أحد الحضور الذي جاء معه وقال : الحق مع الحاج الشاكري ، وان كلامه صحيح ومنطقي . قال الموفد : إذا ما العمل ؟ وبدون أن أجيبه على قوله : أخرجت ورقة برقية وكتبت عليها العبارة التالية : سماحة الشيخ يبقى في المستشفى ، وسأكون عندكم خلال يومين إن شاء الله . وقلت له : خذ هذه البرقية وأبرقها حالا إلى طهران . وخرجنا معا من مكتبي ، وأوصلته إلى مركز البريد والهاتف بسيارتي وذهبت إلى داري وأنا منفعل ومتأثر جدا ، وكلي قلق واضطراب . وفي اليوم الثاني أرسلت جواز سفري بيد أحد الموظفين لأخذ الويزة من السفارة الإيرانية ببغداد ، وقطعت بطاقة سفر على أول طائرة متجهة إلى طهران ، وحينما وصلت طهران توجهت رأسا إلى المستشفى " بيمارستان آريا مهر " استقبلني نجله الشيخ رضا الأميني وشرح لي كل أبعاد القضية وما يتعلق بصحة سماحة الشيخ وخلفياتها ، وما يتعلق بأمور أخرى وأبعادها . ثم صعدنا معا إلى غرفته ، ووقفت أمام سريره ، وكان في حالة إعياء يغمى عليه ساعة ويفيق ساعة ، ودار الشيخ رضا إلى الجهة الثانية من السرير وكلم والده وأخبره بقدومي ، ففتح عينه ونظر إلي ، ولما شاهدني انفجر باكيا حتى اخظلت بدموعه لحيته والوسادة ، ثم قال " بالفارسية " ولسانه ثقيل نسبيا : " آمدي آمدي " أي : " أتيت أخيرا أتيت " ، وأنا واقف أمامه متبسما في وجهه ، " ولكن والله يعلم كانت نياط قلبي تتقطع وتقطر دما وأقول في نفسي : هذا الرجل العملاق هكذا يصرعه المرض ؟ فلتخسأ الدنيا وما فيها ، وبعد أن هدأ روعه قلت له بلهجة كلها حنان وعطف وبلسان لين هادئ : سيدي تعز بعزاء الله ، أحدث لله شكرا على ما ابتلاك به كما ابتلى نبيه أيوب فصبر وأعطاه الله أجر الصابرين ، وما هذه الامتحانات إلا لتزكية أعمالك ورفع درجاتك .
81
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 81