نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 65
الترحيب ، اغتنم الأستاذ الأعظمي الفرصة وأراد أن يستخبر ميزان ثقافتي وعلمي ، وما أتحلى به من العلوم الاسلامية فقال : شيخنا ما رأيكم حول كتاب ( عبقرية الامام ) تأليف الأستاذ المصري عباس محمود العقاد ؟ ولم يكن مضى على عرض كتابه في الأسواق التجارية سوى أشهر عديدة ، وقد لاقى اقبالا كبيرا بين الشباب العربي والإسلامي . قلت : لا أخال أن الأستاذ العقاد كتب ما يشفي الغليل ، إذ ليس بوسعه ولا بوسع أمة من أمثاله عرفان شخصية الامام على حقيقتها مهما جدوا واجتهدوا في ذلك . وبهذا طرأ على الأستاذ وأبنائه استغراب وتفكير ، واستغرق ذلك شيئا من الوقت في جو يسوده الهدوء . فتقدمت بالكلام وقلت : تسمحون لي ، قد أكون انا في كلامي أوجدت نزاعا بينكم . إذ بعد أن اترك الدار ستقوم القائمة بينكم ، فتعترضون على والدكم قائلين : يا بابا ! كيف يتسنى لشخص بهذه البزة وهذا الهيكل أن يقف على الغث والسمين ويتعرف على ما جاء في كتاب ( عبقرية الامام ) ؟ وستكون إجابة الأستاذ إليكم : كلا يا أبنائي ، ليس الأمر كما تزعمون ، بل إن الرجل عالم من علماء أمة من المسلمين ، وعلى علم بكل شئ ، الا أنه لا يروقه أن يثنى على كتاب أديب سني مخالف لنزعته الدينية ، وحتى لا أكون أضرمت نار الفتنة بينكم سأقوم بحسم النزاع بعد أن أعرض على الأستاذ شواهد كلامي ، وان كنت مخطئا فسيتولى مناقشتي برأيه الصائب ويقضي بالحق وهو أستاذ القضاء ومربي رجالاته . عند ذلك سألت الأستاذ الأعظمي قائلا : هل يسعنا أن نقيس الأستاذ العقاد في الفكر والنظر بواحد من العلماء أمثال : أبي نعيم الأصفهاني ، الفخر الرازي ، ابن عساكر ، الكنجي الشافعي ، أو أخطب خوارزم وأضرابهم ممن كتبوا حول الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مؤلفا خاصا ، أو تطرقوا إلى ناحية من حياته في تآليفهم ؟ أجاب الأستاذ قائلا : شيخنا ، من الجفاء بحق العلم والعلماء ان نقيس مائة من أمثال العقاد بواحد ممن ذكرتم ، إذ ان أولئك أساطين العلم وجهابذة الفكر
65
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 65