نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 61
عن الكتاب المفقود - قال أحدهم : الكتاب الذي تبحث عنه في الأعظمية عند أحد علماء السنة - قال لي الشيخ اسمه ولكني نسيته - والذي أظنه أحد الثلاثة : إما أن يكون نجم الدين الواعظ ، أو عبد الجبار الأعظمي ، أو شخصا من بيت الآلوسي - على كل حال - وأردف المخبر : إن هذا الرجل متعصب جدا وناصبي ، بالإضافة إلى أنه ضنين بكتابه لا يعيره لأقرب المقربين إليه ، فكيف تستطيع الحصول عليه ؟ ! ! قال العلامة الأميني ( قدس سره ) : أستعين بالله عليه . قال : في اليوم الثاني عزمت السفر إلى الكاظمية ، وكان ذلك في شهر رمضان والوقت صائف وحار جدا ، خرجت من النجف الأشرف فجرا قاصدا زيارة سيد الشهداء ( عليه السلام ) في كربلاء ، وكنت صائما ثم فطرت على الماء فقط ، ومن ثم قصدت الإمامين الجوادين ( عليهما السلام ) في الكاظمية ، وبعد أداء مراسم الزيارة توجهت إلى الأعظمية ، لأبحث عن الكتاب المفقود وصاحبه . وصلت الأعظمية ضحى ، سألت عن دار الشيخ فدلني أحدهم عليه ، فلما طرقت الباب خرج الشيخ بنفسه ، وما أن رأيته سلمت عليه مصافحا وأقبلت عليه معانقا ، فبهت الرجل واستوليت على كيانه ومشاعره ، وكان نحيف الجسم قصير القامة [1] ، بعد ذلك قلت له : علمت أن في مكتبتك الكتاب الفلاني ، وقد جئت من النجف لأطالعه وأقرأه ، اخذ الرجل وبهت ولم يحر جوابا ، وبحكم الهيمنة عليه ما استطاع أن يعتذر مني أو يردني ، فقال : تفضل شيخي واصعد إلى المكتبة لتطلع على ما تريد ، وصعد معي - والحديث لا يزال للعلامة الأميني - قال دخلت المكتبة وشاهدت الغبار يعلو جميع أجزاء المكتبة ، والكتب مبعثرة هنا وهناك ، وكأنها مهجورة منذ زمن بعيد ولم تمسها يد منذ أشهر وربما سنين ، تركني صاحب المنزل وحدي ونزل ، عند ذلك فتحت حزامي - عادة يكون من قماش - ووضعت عمامتي وقبائي فيها وغطيتها عن الغبار ، وابتدأت بتنظيف الكتب ، وإزالة الغبار وعزلها ، وأنا أتصبب عرقا من شدة الحر والجو الخانق ، لا مروحة ، ولا ماء ، حتى
[1] بينما كان العلامة ( قدس سره ) مديد القامة ، عريض ما بين المنكبين ، ذا هيبة وجاذبية .
61
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 61