نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 39
دفتر أيامه . تطلب منه تأليفه المرور بعشرات الألوف من الكتب المطبوعة والمخطوطة ، ومطالعة عشرات الآلاف من المجلدات بجميع صحائفها ، مطالعة تمحيص وتدقيق ، فأجاب الطلب ولبى النداء بكل عزم وصلادة ، ووطد نفسه للصعاب ، ورضخ أمام الواقع ، وكابد الموانع والحواجز فاستسلمت له وانزاحت عن طريقه ، وتركت له ميدان المعركة خلوا من كل شاغل ، ليصول بها ويجول ، ثم يدفع أشعة عينيه ، وقواه الفكرية ، وطاقاته الجسمية ثمن ذلك ، ويخرج من المعركة ظافرا ، قد خلد في سجل التأريخ الحقيقة ناصعة وضاءة ، مشرقة كالشمس . لم ينته شيخنا الوالد من طبع كتابه " شهداء الفضيلة " عام 1345 ه حتى رآى أن موسوعته الخالدة " الغدير " تطلب منه التفرغ له بكله ، وبذل جل جهوده في سبيله ، وليتسنى له إخراجه إلى عالم الوجود . لذلك ترك البحث والتدريس ، وغلق على نفسه باب التردد على الأندية والمجتمعات ، وجلس في داره معتكفا بمكتبته الخاصة ، متفرغا للجهاد في هذا الميدان الديني المقدس ، محتما على نفسه الكتابة والمطالعة ست عشرة ساعة في الليل والنهار ، وإن كانت الطريقة هذه في الحياة مجهدة وخارجة عن القدرة الفردية ، كل ذلك ولها منه ، وتعشقا إلى رسالته الخالدة في الدفاع عن ناموس الإسلام ، ورد كيد الباغين عليه ، وأداء للمسؤولية الدينية التي كان يحس بها ، ولم يشعر في الحياة بخطورة أمر أكثر منها . ولم ير فرحا مستبشرا طيلة انشغاله في بحث كتابه هذا ، إلا عند عثوره على مصدر من المصادر التي كان يهمه الوقوف عليها ، أو إنهائه تصحيح سند من أسانيد الأحاديث النبوية التي كان يعمل فيها ، أو التعرف على ترجمه صحابي أو محدث مجهول ، أو إسناد حديث مرسل ، وربما قضى في ترجمة رجل في سند حديث نبوي أو تصحيح لفظه أكثر من عشرة أيام يصرف عليه ليله ونهاره . وعلى إثر هذه الخطوة المجهدة والعمل المضني لم تكن حياة شيخنا الوالد
39
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 39