responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 379


جزى نبيا عن أمته ، الذي ترك فينا كتاب الله وعترته وأخبر بنجاة من تمسك بهما من أمته . ورضي الله تعالى عن الأصحاب والأحباب الذين نالوا شرف رؤيته واقتفاء سيرته ، وعلى من اقتدى بهديهم وسار على نهجهم . آمين ز وبعد : لما كان العلم خير ما يؤتاه المرء ، وجل ما تصبوا إليه النفس ، وكان التطلع والارتقاء لعلياه صعبا مضنيا ، والاكتراع من مناهله خطرا مغريا ، ويحتاج وارده لتوفيق إلهي أولا ، وموافقة وأخذ بالأسباب ثانيا ، ليميز بين الغث والسمين ، والمستقيم والملتوي ، ويعرف الحق من غيره ليصح الأخذ ويسلم .
لذلك كان المحتم على طالبه أن يبحث ويدقق ويميز ويقارن جميع ما وصل إليه ، ويتشوق لما لم يصل إليه " منهومان لا يشبعان " . ففي يوم من الأيام زارني أحدهم وأجال طرفه بمكتبتي الصغيرة فسألني : هل يوجد لديك كتاب " الغدير " ؟
فأجبته بالسلب ، وقد وقع في نفسي اقتناء هذا الكتاب بعد ما سمعت عنه من الإطناب - وهو جدير - إلى أن أتحفني المؤلف حفظه الله تعالى بنسخة منه ، فنظرت الكتاب وتصفحته وسبرت غور ما فيه بقدر ما اتسع ذلك عندي ، وإذا بي أرى كتابا لا كالكتب ، وعقل مؤلفه لا كالعقول ، وأيم الله لقد أكبرت فيه كل شئ : من سعة الاطلاع ، وترتيب الأبواب لحسن الانتقاء ، وفصل الخطاب . من قول متزن ، وقلم سيال للتدقيق ، ووضوح في العبارة ، وصدق في المقال . من إصابة الكشف عن الحق بأوضح دليل لقوة في رد الخصم وإنارة السبيل .
فإذا بي أردد قول الله تعالى : * ( ما شاء الله لا قوه إلا بالله ) * ورأيت لولا التيمن والبركة بتسمية الغدير لكان خليقا أن يسمى بالأبحر السبعة وهو جدير ، لأني رأيت أن من أتاه يحسبه غديرا فيرغب في وروده فإذا خاضه يجده بحرا زاخرا فيستخرج منه لحما طريا وحلية يتحلى بها ، ولكن لا يأمن سالكه على نفسه إلا إذا تمسك بسفينة النجاة لتقوده لشاطئ السلامة ، ألا وهي : آل المصطفى وعترته ، وهم أحد الثقلين المنشودين .
فهنيئا لك يا من نالتك عناية الله وتوفيقه ، فحباك هذا العلم الزاخر لتبز به

379

نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست