نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 372
الرجال ، إلا أنهم لم يوفوه حقه كما قال الحجة الأميني . فلقد دون آراء لم يستطع الأولون على أن يأتوا بمثلها ، فكان كما قال أبو تمام حبيب الطائي : لا زلت من شكري في حلة * لابسها ذو سلب فاخر يقول من تقرع أسماعه * كم ترك الأول للآخر أو كما قال أبو العلاء المعري أحمد بن سليمان : وإني وإن كنت الأخير زمانه * لآت بما لم تستطعه الأوائل إذن لا لوم علي إذا قلت : إن المؤلف قد جمع في هذه الأجزاء الثلاثة من العلوم والآداب ما صير " الغدير " عيدا شاملا لكل مؤمن ، لأنه يجد أمنيته فيه من علم غزير ، وفقه واسع ، وأدب جم ، فكان المجمع الأقوى لكل طالب علم مهما اختلفت آراؤهم ، وتباينت عقائدهم ، وتغيرت أفكارهم . فإن كل واحد منهم يجد فيه ضالته المنشودة ، بحيث يعجز اللسان عن تبيان ما يدور في خلد كل واحد من أهل العلم ، حتى يصلح هذا الكتاب الجسيم أن يكون مقصدا لأرباب الأفكار السامية والغايات المختلفة ، بحيث يستطيع كل واحد أن يجد ضالته المنشودة حتى يكون رمزا حقيقيا للمؤمن الصادق لما يجده فيه من سرور متواصل ، ونعيم لأتمكن الإحاطة به إحاطة تامة بوجود فرح تام عند قراءة تلك المواضيع السامية ، بحيث يمكن أن يكون مرجعا تاما لكل طالب علم أو عالم متضلع مهما تكن آراؤه مختلفة ، وعقائده متباينة ، لأن ما يحصل من السرور بتلاوة ما كتبه الأفاضل في هذا الموضوع النبيل يصلح أن يكون دستورا خالدا لدى جميع الموحدين . لا ريب بأن كثيرا من فطاحل العلماء لم يدونوا أفكارهم ، ولم ينشروا بين الناس ما تشتمل عليه آراؤهم ، وما هي عليه من نظام وعمل ينبغي أن يتأسى به كل واحد ، ولكن الأستاذ الأميني الحجة قد منحه الله فضلا واسعا حتى استطاع أن يبين ما يجيش به صدره ، من حقائق ناصعة وأفكار جميلة وجليلة . ولست في مقام حمده والثناء عليه ، ولكن تلك الآثار النبيلة تشهد بفضله
372
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 372