نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 340
وبعد : فإني أقدم لكم أطيب التهاني وأسناها على نجاحكم الباهر بإخراج كتاب ( الغدير ) مثلا رائعا للتأليف النزيه والتحليل الدقيق ، وصورة ناطقة عن عبقرية المؤلف ، وسعة اطلاعه ، وكثرة تحقيقاته مما يقف لها المطالع إجلالا وإكبارا . ويعلم الله أنني كلما أكرر مطالعتي له ازداد إعجابا بجهود المؤلف الجبارة في إخراج هذا الأثر النفيس . وان القارئ ليستغرب أشد الاستغراب حينما يقلب صحائفه ويتعمق في مطالعته فهو - في أول نظرة - لا يعرف عن الكتاب إلا أنه مؤلف يبحث عن حديث الغدير كتابا وسنة وأدبا . ولكن سرعان ما تتغير نظرته للكتاب عندما يجول بين فصوله ومواضيعه ، فلا يخرج منه إلا وهو قد حصل على قسط وافر من العلم والدين والأدب والأخلاق . وإذا به ليس في الغدير فحسب ، بل هو موسوعة علمية كبرى ، ودائرة معارف واسعة حافلة بالتحليل الدقيق ، والاستنتاج الصحيح ، والتحقيقات الثمينة حول يوم " الغدير " الخالد وغيره من الحقائق التي شاءت الظروف أن تخفيها عن الملأ والتي كانت ولا تزال خلف الستار لا تدركها الأبصار . فهو - إذا - ليس في موضوع خاص ، بل فيه كل ما يهم الأمة الإسلامية من إحياء تراثها القديم والإشادة بمجدها الغابر ، وإعلاء كلمة الحق ونشر راية القرآن ، والتنقيب عما سجل التاريخ لهذه الأمة من مفاخر ومآثر كان لها أطيب الأثر في تقدم الأمم وتهذيب العقول . وحقا أنه كما قلت : كتاب علمي ، فني ، تاريخي ، أدبي ، أخلاقي ، مبتكر في موضوعه ، فريد في بابه ، يبحث عن حديث الغدير كتابا وسنة وأدبا ، ويتضمن تراجم أمة كبيرة من رجالات العلم والدين والأدب من الذين نظموا هذه الآثار من العلم وغيرهم . وإني أزيد على ما تقول : بأنه خير كتاب أخرجته يد النجف الأشرف منذ حين من الدهر ، مع كثرة ما أخرجته من المؤلفات الثمينة في مختلف المواضيع . وإن القارئ ليجد نفسه - عند مطالعته - في حديقة زاهرة فيها من كل
340
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 340