نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 336
أبعث إليكم رسالة بعجز مرسلها ناطقة ، وبعفوكم وقبولكم عارفة ، وبفيض فضلكم مغمورة ، دمتم للمؤمنين ذخرا وللمسلمين فخرا ، فأريج المسك يعبق من نفحات همتكم الفياضة بالعمل النافع ، وديم الفضل تغدق من سماء مجدكم الشامخ بالعلم الوفير ، وضياء بدر عزيمتكم يسطع من غرر أعمالكم الخالدة ، وينير في جنبات العلم بأنوار تعاليمكم ونجوم مؤلفاتكم المتألقة في آفاق الدنيا المدلهمة ، هي مما جاد به يراعكم وأفاض به فكركم ، كللتم تاج العصر الحاضر بما أتحفتموه من درر بيانكم وجواهر كلامكم ، لا سيما في " الغدير " الذي أروى الغليل وأشفى العليل ، فإنه آيات تنزل من وحي الضمير الصادق على الصدر الرحيب ، وبينات من الهدى والفرقان ، مقتبسات من أحاديث النبي الأمين ، ومستقاة من نهج بلاغة أمير المؤمنين ، وإنه آيات تصك المسامع بالحجج ، وتأخذ بالمسلمين إلى الصراط السوي ، وهي بنفسها حصون منيعة لسور الإيمان ، وأسلاك شائكة على حمى الولاية تمنع عنها العدوان وترد الأيدي الأثيمة ، فكم للمسلمين من ثغر سددتموه بمدادكم وحرستموه بعيون مؤلفكم ؟ فللغدير فصول من الثناء ، وللمحاسبات التاريخية فيه أبواب من المدح سجلها لكم التاريخ بمداد البقاء على ألواح الخلود ، وللردود بنود من الإطراء تتصل بالأجيال اتصال معقب لما يكتب أو يقال . وإنه لعمر الحق موسوعة جماعة كشمس ذات إشعاع متموج قرت فيها عيون ، وأرمصت منها أخرى ، أو هي كفواكه ذوات طعوم متنوعة وروائح شتى مما لذ وطاب ، وإنها لآية الإبداع في العمل ، ومعجزة الزمن الحاضر التي رفعت كلمة المستحيل من قاموس العاملين ، والتي لا يحلم بها مسلم عامل ولا يفكر فيها مؤمن صفر الكف من وضر الدنيا والمساعدين ، فأقدمتم والعزيمة تحفز همتكم والتصميم يوكلكم ، فكانت كأحسن ما تكون موسوعة اشتركت في مواضيعها جمعية جزأتها حسب الاختصاص والكفاءات ، وبرزت تبعث في القلوب بهجة وروعة ، وترسل إلى الأرواح متعا وغذاء ، وتوصل النفوس من كشف الغيوب إلى عالم الشهادة والسعادة ، فحيا الله جدكم الذي لم يخر
336
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 336