نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 332
حرصهم على إبدائه كأفضل ما يمكن أن يبدو شعور من شاعر ، وليس ذاك لاستعصاء البيان عليهم فيما يريدون ، وإنما لطغيان شعورهم طغيانا تجاوز في مداه مستوى البيان ، فلم يعد في مقدور أحدهم أن يضبط شعوره في حدود هذه السطور مهما ذهب بعيدا أو إلى أبعد الحدود ، وكم قرأت للسادة المقرضين من كلمات قيمات حول كتابك الكريم ، فشكرت لهم في نفسي انصياعهم إلى تقديره جهد ما يستطيعه قلم التقدير ، غير أن شيئا من تلك الكلمات المشكورة - على ما تميز بعضها من سمو المعنى المقرون بسمو الذات - لم يجار شعوري الطاغي تجاه الكاتب إلا في قليل من كثير ، ولم يواكبه إلا إلى الحد الأدنى من تلك المسافات البعيدة المترامية التي لابد من قطعها قبل الوصول إلى الغاية المتوخاة ، لذلك فقد رأيت غير متردد أن من الأفضل في هذا المجال تجميد البيان إلا من الاعتراف بالعجز عن البيان ، وأي غضاضة في هذا الاعتراف وهو لا يعدو في واقعة أن يكون اعترافا بالعجز عن الإتيان بالمعجز ، وهل استطاع الإتيان بالمعجز غير الأنبياء من الناس أو نفر ممن اصطنعهم الله لدينه ؟ فأظهر آيته على أيديهم دون أن يجعلهم من الأنبياء ، كما أظهر هذا الكتاب علي يديك ليجعله آيتك الخالدة على مر الأعصار والدهور ، وحقا إنه لآيتك الخالدة التي ستظل رمزا على عبقريتك الفذة ونبوغك الباهر كلما تصفحت الأجيال من كتابك الأغر صفحاته الغراء ، واستجلت من خلال سطوره النيرة أياديك البيضاء ، وتبينت من ثنايا جهوده الجبارة مبلغ عنائك في سبيل الحق الذي ثرت لنصرته كما يثور الفارس المغوار ، والبطل الكرار ، حين يثور للذب عن حرمته ، والذود عن كرامته . فهنيئا لك هذا الفوز العظيم الذي جعل منك بطلا من أبطال المؤمنين ، ونصيرا من أنصار هذا الدين ، وأسأل الله تعالى بأحب خلقه إليه وأعزهم لديه أن يمدك بالعناية حتى النهاية ، وأن يتعاهدك بالتوفيق إلى منتهى الطريق ، فإنه ولي ذلك كله ، وما هو عن لطفه تعالى ببعيد ، والسلام عليكم أولا وأخيرا ورحمة الله وبركاته . 24 شهر رمضان 1371 مرتضى آل ياسين
332
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 332