responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 296


وحنكتهم السياسية ، ووحدة كلمتهم أن يشقوا صفوف الأنصار ، ويفككوا وحدتهم بإثارة الأحقاد القبلية وإعادة الصراعات الجاهلية فيما بينهم - أي بين الأوس والخزرج - التي قضى عليها الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأماتها ووحد صفوفهم في أول دعوته حينما قدم يثرب ، وكانت من أهم خطط القوى الانقلابية - بعد تغلبهم - إقدامهم والمنتفعين من أتباعهم ، على تذويب وتمييع حادثة الغدير وتناسيها بكل ما أوتوا من قوة ودهاء كما استطاعوا كم الأفواه ، وشل العقول ، وتقييد الإرادة ، وشد الأيدي ، وتحريف الواقع ، وتزييف الحقيقة ، والإصرار على زحزحة الأمر عن مقره ، وبناء الحكم على غير أساسه ، ودفع الخليفة الشرعي عن منصبه الذي نصبه الله عز وجل فيه ، وتجاهل تبليغ رسالة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في نصب علي أميرا للمؤمنين وخليفة لرسول رب العالمين ، وحرفه عن هدفه .
وبقي حديث واقعة الغدير ، وذكرياته في صدور المؤمنين من أتباع أهل البيت مكبوتة ، وفي خواطرهم ثائرة ، وانقضى القرن الأول والأمور تزداد سوءا ، وتعقيدا ، بكم الأفواه والتشديد على منع وحضر كتابة الحديث بصورة عامة ، وحديث الغدير بصورة خاصة .
ومن جهة أخرى أطلقت الأفواه المنتنة ، والأصوات المبحوحة ، والأقلام المأجورة ، في بث الإعلام الكاذب وتزييف الحقائق ، وتحوير الواقع ، وقد خرجت بعض الأقلام المأجورة حديث الغدير بتخريجات واهية أوهى من خيوط العنكبوت ، وخنقوا صوت الرسول العظيم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والنداء الذي أطلقه في يوم العهد المعهود في الموقع المشهود المسمى ب‌ " غدير خم " قرب الجحفة بعد رجوعه من حجة الوداع ، على مفترق طرق الحجيح ، وذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام في السنة العاشرة من الهجرة النبوية المباركة ، رافعا عقيرته بين تلك الجموع المتداككة والتي تربو على المائة ألف من المسلمين ، وفي رواية مائة وعشرين ألفا ، مبلغا ما أمر الله سبحانه أن يبلغ ، ومهددا بعدم تبليغ رسالته إن لم يفعل بقوله سبحانه : * ( يا أيها الرسول بلع ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) * إلى آخر الآية .

296

نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست