نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 213
عرج إلى خلخال في حدود 1300 ه ، لزيارة والده ، وأقام بها مدة خمس سنوات . وفي حوالي سنة 1305 كاتبه عمه العلامة السيد الأمير جعفر من " أرمية " يطلب قدومه إليه ، فلبى طلبه بإذن والده ، وإذ اطمأنت به الدار لدى عمه ، لقي من الأهلين ما يستحقه من الحفاوة والتبجيل ، وكان يؤم الناس في مسجدها ليلا ، وفي جامع البلد الكبير نهارا . وفي سنة 1336 ه استولى الأرمن الأشوريون على تلك الديار ، فعاثوا بها فسادا ، وأهلكوا الحرث والنسل ، وتركوا كثيرا من نواحيها يبابا . كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنيس ولم يسمر بمكة سامر وكان من ضحايا تلك الوقائع ، سيدنا المترجم ، ففي التاسع عشر من شهر رمضان ، تسوروا عليه الدار ، وهو في تعقيب صلاة الظهر فضربوه بعصاه ضربا عنيفا ، فأوجس منهم الشر ، واستمهلهم لصلاة العصر ، فشرع فيها ، فذبحوه في حال السجود . وبادر إلى جوار ربه من أقرب المواقف إليه " وهو في حال السجود " ، ومثلوا به ، وقطعوا أعضاءه ، وارتكبوا فضائع لا طاقة لنا بذكرها . وأغاروا على داره ، وتفرقت عائلته ، وفي يوم العشرين من الشهر جاء لفيف من جيرانه مع عائلته ، وجمعوا أشلاءه المقطعة الزكية ودفنوها في داره ، ولم يتسن لهم إخراجها إلى الجبانة " المقبرة " لدفنه ، خوفا من الأرمن . ثم بعد سنتين حملها ولده السيد عبد الله إلى قم المشرفة ، ودفنها في جبانة " شيخان " قدس الله روحيهما ، وجزاه عن الاسلام وأهله خيرا . فسلام عليه يوم ولد ، ويوم جاهد واستشهد ، ويوم يبعث حيا . ولم يطل أمر الأرمن حتى قلب عليهم الدهر ظهر المجن ، بعيد ذلك ، فأخذوا وقتلوا تقتيلا ، وأضحت ديارهم بلاقع ، فلعنة الله وملائكته عليهم أجمعين .
213
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 213