responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 196


يمم الشهيد القاضي التستري المرعشي الهند أيام السلطان أكبر شاه " المغولي " فأعجبه فضله ، ولباقته ، ولياقته ، وعلمه ، فقلده القضاء ، وجعله قاضي القضاة ، وقبله السيد وشرط أن يحكم فيه بمؤدى اجتهاده ، غير أنه لا يخرج فيه عن فقه المذاهب الأربعة ، فقبل السلطان منه ذلك ، فكان يقضي ويفتي مطبقا له في كل قضية بأحد المذاهب الأربعة ، غير أنه كان مؤدى اجتهاده ، لأنه لم يكن ممن يرى انسداد باب الاجتهاد ، وكان هو من أعاظم المجتهدين ممن منحوا النظر وملكة الاستنباط ، وإنما كان يتحرى تطبيق حكمه بأحد المذاهب حذرا من شق العصا في ظروفه المعاصرة ، فاستقر له الأمر فطفق يقضي ويحكم ، وينقض ويبرم ، حتى قضى السلطان نحبه ، وخلفه ابنه السلطان جهانگيز شاه [1] فسعى الحاسدون والوشاة إليه في أمر السيد المترجم بعدم التزامه بأحد المذاهب ، فردهم السلطان بأنه شرط ذلك علينا يوم تقلد القضاء ، ولا يثبت بهذا تشيعه فالتمسوا الحيلة في إثبات تشيعه .
فقرر الوشاة إرسال أحد أتباعهم في أن يتتلمذ عنده ويظهر أمره الخفي ، فالتزمه مدة حتى وقف على كتابه " مجالس المؤمنين " وأخذه من أستاذه بإلحاح حتى استنسخه وعرضه على أصحابه ، ووشوا به إلى السلطان ، فلم يزل الحساد والوشاة والفتانون ينحتون له كل يوم ما يشين سمعته عند السلطان حتى تمكنوا من إثارة غضبه وأثبتوا عنده استحقاقه الحد كذبا وزورا ، وأصدروا الحكم عليه بأن يجلد بالسياط بقدر محدود ، ففوض ذلك إليهم ، فبادر علماء السوء إلى ذلك حتى قضى المترجم السيد تحت السياط شهيدا على التشيع . في أكبر آباد عاصمة ملكه .
وقيل : إن زبانية الحقد والسوء قتلوه في الطريق ، إذ جردوه عن ثيابه وجلدوه بجرائد شائكة فتقطعت أعضاؤه وتناثرت به أشلاء النبوة ، وأريقت دماؤها ، فلقي جده مضمخا بدمه .



[1] الذي بنا مقبرة تاج محل لزوجته ممتاز محل في اگرا - وقد زرت مدينة آگرا - وأكبر آباد ، وغيرها من المدن الهندية ، كما ذكرت تفصيل ذلك في ذكرياتي .

196

نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست