نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 180
فرحل طلايع إلى مصر ، وأخذ أمره في الرقي ، فلما قتل نصر بن العباس الخليفة الظافر إسماعيل استثارت نساء القصر طلايع لأخذ ثاراته بكتاب في طيه شعورهن ، فحشد طلايع الناس يريد النكبة بالوزير القاتل ، فلما قرب من القاهرة فر الوزير ودخل طلايع المدينة بطمأنينة وسلام ، فخلعت عليه خلع الوزارة ، ولقب بالملك الصالح فارس المسلمين نصير الدين ، فنشر الأمن وأحسن السيرة ، واستقل بالأمر لصغر الخليفة " الفائز " وقام بالأمر العاضد لدين الله ابن محمد ، وكان صغيرا لم يبلغ الحلم ، فعظمت شوكة طلايع ، وقوى مراسه ، وازداد تمكنه من الدولة ، فبهض ذلك أهل القصر ، فوقف رجال منهم بالدهليز - الذي يمر منه - وضربوه بأسيافهم حتى خر على وجهه ، وحملوه جريحا لا يعي إلى داره ، فقضى نحبه يوم الاثنين التاسع عشر 19 من شهر الصيام سنة 556 ه ، ودفن في القاهرة بدار الوزارة ، ثم نقله ولده العادل إلى القرافة الكبرى . ويروى أنه لما كانت الليلة التي قتل في صبيحتها ، قال : هذه الليلة ضرب في مثلها الإمام علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأمر بقراءة مقتله ، واغتسل وصلى مائة وعشرين ركعة أحيا بها ليله ، وخرج ليركب فعثر وسقطت عمامته ، فاضطرب لذلك وجلس في دهليز دار الوزارة ، فقال له أحد أصحابه : إن هذا الذي جرى يتطير منه ، فإن رأى مولانا أن يؤخر الركوب فعل ، فقال : الطيرة من الشيطان ، وليس إلى التأخير سبيل ، ثم ركب فكان من أمره ما كان . هذا خلاصة ما ذكره المقريزي من حديث قتله . وذكر ابن خلكان صورة مقاربة بلفظ آخر . وقال الفقيه أبو محمد عمارة اليمني [1] يرثيه بقصيدة هذا مطلعها : أفي أهل ذا النادي عليم أسائله * فاني لما بي ذاهب اللب ذاهله
[1] هو أبو محمد عمارة بن أبي الحسين الحكمي اليمني ، نزيل مصر ، ذكره ابن خلكان في تاريخه ، وصاحب " نسمة السحر " وغيرهما ، وفي " التأسيس " ما ملخصه : إنه كان من الاثني عشرية ، وهو صاحب طلايع المذكور ، قتله صلاح الدين الأيوبي على تشيعه سنة 569 ه - وهو عالم جليل - له مؤلفات مهمه منها " تأريخ وزراء مصر " ، وكتاب " المفيد في أخبار الملوك بزبيد " ، وغيرها .
180
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 180