responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 151


ثم طلب أن أقرأ له الدعاء المعروف ب‌ " العديلة " وكان ( رحمه الله ) يرتله معي ، وبعد إنهائها أشار علي أن أرتل عليه بعض الأدعية المأثورة عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) ، فأخذت أقرأ عليه منها المعروفة بمناجاة المتوسلين ، والأخرى المدعوة بمناجاة المعتصمين ، وهو يقرأ معي بصوته الخافت الحزين ويهمل عبراته ، حتى اقترب الوقت من الزوال ، وأشرف الزمن على دنو أذان الظهر بدأ يقرأ بنفسه ما شاء ، وآخر ألفاظ قرأها ، ونهاية جمل فاه في الحياة : " اللهم هذه سكرات الموت قد حلت فأقبل إلي بوجهك الكريم ، وأعني على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم . . . " وما أن ختم دعاءه هذا حتى لبى داعي ربه ، ولفظ آخر أنفاسه وفاضت روحه الشريفة إلى بارئها :
" ودعته فبودي لو يودعني * صفو الحياة وأني لا أودعه " وهكذا ختم شيخ الحفاظ والمحدثين ، وعملاق التأريخ والسير ، وبطل التحقيق والتأليف حياته الشريفة ، بعد أن أمضى نصف قرن من عمره مكبا على المطالعة والتصنيف ، ساهرا على العلم والفضيلة ، لم يشهد الراحة والاستقرار في خدمة العقيدة ونشر علوم آل النبي الطاهر صلوات الله عليهم ، متحملا الصعاب ، صابرا على الشدائد والعناء لبلوغ الهدف السامي في أداء المسؤولية الدينية .
فكان لموته الأثر الهائل في الأوساط العلمية ، والألم العام الشامل في الحواضر الإسلامية ، هملت عليه العيون بالعبرات ، وتوقدت عليه الأحشاء بالزفرات ، وعقدت له المآتم ، وأقيمت له مجالس العزاء ، إذ الأمة فقدت بموته بطلا من أبطالها العلماء ، ومصلحا فذا من أبنائها الصلحاء ، من أنفاسه كانت تستمد النفوس ، وبنفحات قلمه تنتعش الأرواح ، يدرأ بلسانه وبنانه عن القلوب الشكوك ، ويزيل عن الأفئدة الشبهات ، وقد ترك بفقده فراغا لا يشغل ، وثلم في المجتمع الإسلامي ، ثلمة لا يسدها شئ .
" مات به الفضل الجم ، والعلم الغزير ، والهدي الصالح ، والارشاد الناجح ، والثقافة الصحيحة ، والورع الصادق ، والتقوى الخالصة ، ماتت به أمة تهتدي به ،

151

نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري    جلد : 1  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست