نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 103
ومقصد رواد التأريخ الصحيح ، ومرمى العارف النابه السليم ، ومنتجع الخطيب المفوه ، والقول الفصل : إنه مشرع المجتمع البشري ، ومصحف الملأ الانساني أجمع . حث سبحانه وتعالى على السير في أرجاء الأرض والجولة في ربوع العالم ، وإمعان النظر في آثار قدرته ، ومجالي رحمته ، ومحال كبريائه ، ومظاهر عظمته ، ومعالم قدسه ، وعجائب صنعه ، ولطائف حكمه ، ودقائق ملكه ، ورقائق أمره ، وجوامع خلقه ، ومهاد كرامته ، وبدائع سلطانه ، وسبحات وجهه ، وعواطف رأفته ، وسوابغ نعمه ، ونفحات جلاله وجماله وكماله ، ومجاري منحه ومننه ، وبينات فضله ، وآيات طوله ، وطرائق إرادته ، ومشاهد مجده وحمده ، سبحانه وتعالى ، سبحانه وتقدس . يلمس السائح النابه البصير باليد منبض الملأ ، ويعرف علل انحطاط البشر وبواعث الانحلال في جامعة الإسلام المقدس ، ويكون على بصيرة من أدواء المجتمع وجراثيم العيث والفساد ، ويعلم ما هي عوامل سرعة السير إلى التقدم والرقي ، وما هي موجبات تأخر الأمم عن صالحها ، وتشتت شملها ، وتبدد جمعها ، واستئصال شأفتها ، ويطلع على مواقف العظة والعبر ، ويتخذ تجربة من تدهور الآثار ، وتقلبات الدول والحكومات ، وتكثر الآراء والمعتقدات ، فيتجرد للسعي وراء الحقيقة الراهنة ، ويتفرغ لابتغاء ما فيه رشده وهداه . تفتح للسائح النبيل أبواب العلم ، ويكشف عنه غطاؤه ، فيغدو - وهو أوعى من كل وعي - نضيج الرأي ، صالح الفكرة ، راجح العقل ، رخي اللب ، ثابت الحصاة ، حصيف النظر ، بعيد الهمة ، قوي الحنكة ، عظيم الإرادة ، حفيا محنكا حازما ، يقتحم عظائم الأمور ، ويعرف الورد من الصدر ، ويعلم من أين تؤكل الكتف . يحتفل الرحال الثقافي بجهابذة العلم ، وصيارفة الكلام ، ويجتمع مع رجالات الدين والفقه والتفسير والحديث والأخلاق والتأريخ ، إلى أساتذة علوم وفنون لا مندوحة لإنسان عنها ، إلى الحكماء والفلاسفة ، إلى الساسة والقادة ، إلى نوابغ ،
103
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 103