نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 45
الرائعة ، وعلمه الجم ، وتعمق ارتباطي الروحي به والانسجام النفسي معه . وصار مثلي الأعلى في سيرتي وسلوكي وأخلاقي ، وبادلني الشعور بالمثل ، فأحاطني بلطفه ورعايته ، حتى أصبحت موضع سره واعتماده ، فكان يبثني همومه وشكواه ، ويكشف لي عوالج نفسه وكل ما كان يختزنه في وجدانه ، فكنت أعيش همومه ومحنته وأشاطره آلامه ومشاعره . إليك عزيزي القارئ هذه الباقة العطرة مما ثبت في ذاكرتي من شذى أحاديثه ، وشذرات طيبة مما تركه في نفسي وخاطري من أحاديثه الشيقة القيمة ( قدس سره ) ، وما عشته وشاهدته في أيامه ، ومما سمعته من الآخرين في حقه . وسوف أذكر بعضها بالمعنى لا بالنص : عندما كان يتشرف سماحته بزيارة الإمامين الكاظمين ( عليهما السلام ) وقضاء بعض أعماله ، كان يشرفني وينزل في داري ببغداد ومن معه معززا مكرما ، وكان أولادي مشغوفين به ، يستقبلونه كما يستقبل الأطفال جدهم الحنون ، ويرحبون بقدومه ويأنسون به ، ويتسابقون إلى لثم أنامله وتقبيل يديه الكريمتين ، وكان بدوره يحضنهم ويضمهم إلى صدره " الحنون " ، وإن ولدي عدي - وهو أصغرهم سنا - كان طفلا يأتي إليه ويأخذ يده يقبلها ، ثم يمد يده الصغيرة إلى فم سماحته ليقبلها بدوره مثل ما يعمل هو ، ثم يأخذه سماحته ويضمه إلى صدره . القصة الأولى : التفاتة ذكية وفقني الله لخدمة أحد المرضى المؤمنين في معالجته ، وبعد شفائه قدم لي هدية جميلة تذكارية ، وكان ذلك في سنة 1955 م = 1375 ه ق ، والهدية عبارة عن لوحة خشبية محفور عليها الآية القرآنية ، التي تخص الصيام بالحروف البارزة : بسم الله الرحمن الرحيم * ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ) * . كانت اللوحة جميلة ورائعة حقا ، فلم أجد مكانا في جدران غرفة
45
نام کتاب : ربع قرن مع العلامة الأميني نویسنده : الحاج حسين الشاكري جلد : 1 صفحه : 45