نام کتاب : جراب النورة بين اللغة والاصطلاح نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 50
بينما الروايات المتفق عليها بين الخاصة والعامة قد تضافرت على وجود كتابين يحتويان على أسماء أهل الجنة وأهل النار قد أظهرهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم للأمة . فإنكار ذلك إنكار لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . لكن ابن السماك والذهبي أنكرا ذلك ، واستهزأ الذهبي بذلك : بأن وجود الكتابين يقتضي أن يكون وزنهما عدة قناطير وقد رد عليه ابن حجر ، بأن ذلك ليس بلازم ، بل ذلك " معجزة عظيمة " . الثالث : أن ابن السماك حكم بأن ذلك من علم الغيب ، والمعتقد بعلمه كافر . وهذا باطل - أيضا - إذ بعد إظهار النبي صلى الله عليه وآله وسلم له ، لم يعد غيبا ، بل صار عينا ، بل كان الإيمان به من علامات المؤمنين وأوصافهم . الرابع : حكمه بالرفض ، على من اعتقد بعلم الغيب لغير الله تعالى . وهو بإطلاقه باطل ، إذ ليس في المسلمين من يعتقد بعلم الغيب لغير الله تعالى ، بالاستقلال ، وإنما يعتقدون بأن العالم بالاستقلال بالغيب هو الله تعالى ، ولكن قد أظهر على غيبه من ارتضاه من الرسل ، وأوحى من أنبأ الغيب إلى أنبيائه قال . تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول . وقال تعالى ذلك من أنبأ الغيب نوحيه إليك ، ووصف المؤمنين بأنهم : يؤمنون بالغيب والايمان فرع المعرفة والعلم . مع أن كثيرا من العامة يشاركون الشيعة في اعتقاد العلم بالغيب للرسول والأئمة والأولياء ، وذلك بإخبار الله ووحيه وإلهامه ، وبواسطة رسله وملائكته وكتبه . فإذا ثبت وجود الكتابين المحتويين على أسماء أهل الجنة وأهل النار عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلابد أنه قد ورثهما من بعده ، والمفروض أنه لم يدع وجودهما أحد عنده ، سوى أهل بيته وورثة مواريثه من سيفه ودرعه وخاتمه ولوائه وقميصه وسائر أدواته . . .
50
نام کتاب : جراب النورة بين اللغة والاصطلاح نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 50