نام کتاب : تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي نویسنده : السيد محمد علي الأبطحي جلد : 1 صفحه : 75
على غيره . بل وربما يترك الرواية عن الثقات كثيرا بالرواية عن مشايخهم ومن يكون السند به عاليا . ولعل ذلك هو الوجه في عدم رواية النجاشي عن غير واحد من ثقات مشايخ عصره كالشريف المرتضى ، ومحمد بن الحسن بن حمزة الجعفري ، وسلار بن عبد العزيز ، ونظرائهم ، لاشتراكه مع هؤلاء في الرواية عن مشايخهم كالمفيد وغيره . وبالجملة فترك النجاشي الرواية عمن يكون به السند عاليا كان لغمض فيه ، وفي ذلك قرينة على التزامه بعدم الرواية عن المطعون وغير الثقة . قلت : لا ينحصر سبب ترك الحديث والرواية عن هؤلاء وأمثالهم في ضعفهم بل أمور ربما لا تخفى على المتأمل . الأمر الثالث : إنه يظهر منه ( رحمه الله ) أن مشايخ الحديث وأعلام الرواة يجتنبون عن الرواية عن الضعيف ، بل عن السماع منه ، فكيف يروي هو عن الضعيف . وقد استعجب ( رحمه الله ) من روايتهم عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري في ترجمته ( ر 313 ) ، قال : كان ضعيفا في الحديث ، قال أحمد بن الحسين : كان يضع الحديث وضعا ، ويروي عن المجاهيل ، وسمعت من قال : كان أيضا فاسد المذهب والرواية . ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام ، وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري ، رحمهما الله . وقال ( رحمه الله ) في ترجمة عبيد الله بن أبي زيد أبي طالب الأنباري ( ر 617 ) بعد ذكر مدحه ، ما لفظه : وكان أصحابنا البغداديون يرمونه بالارتفاع . له كتاب أضيف إليه ، يسمى كتاب الصفوة . قال الحسين بن عبيد الله قدم أبو طالب بغداد واجتهدت أن يمكنني أصحابنا من لقائه فاسمع منه ، فلم يفعلوا ذلك . . . ، إلخ . وغير ذلك مما نقف عليه في تضاعيف الكتاب ، بل ترى تضعيف أصحابنا لغير واحد من الرواة بالاعتماد على المجاهيل والضعاف كما لا يخفى . وتراهم
75
نام کتاب : تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي نویسنده : السيد محمد علي الأبطحي جلد : 1 صفحه : 75