نام کتاب : تكملة أمل الآمل نویسنده : السيد حسن الصدر جلد : 1 صفحه : 49
ولكن فصاحة اللسان وسطوع البرهان وجاذبية الحديث وساحرية الأسلوب كل ذلك جعلك تتذوقه وتستسيغه وتحسبه سهلا . وكانت مجالسه مدرسة راقية فيها العلم وفيها الأدب وفيها كل ما شئت من ألوان الحديث وضروب الكلام ، وكانت تختلف باختلاف الأشخاص مراعاة لمقتضى الحال ، وقد كنت ترى - وأنت جالس بين يديه - كأنك في العصر الذي ينتقل بك إليه ويحدثك عنه ، فتارة يحدثك عن جبرائيل عليه السلام ونزوله بالوحي فتحسب أنك قد رأيت شخصه وسمعت صوته ، وطورا يحدثك عن النبي صلى الله عليه وآله فتخال أنك شهدت رسالته وحضرت معجزاته وأبصرت عن كثب أحاديثه وحكمه . وهكذا ترى نفسك كلما انتقل بك من حديث إلى حديث نظرا لدقة تصويره وبراعته في التعبير ، وتخرج من مجلسه - وبودك أن لا تفارقه - مصقول الذهن مهذب الفكر واسع الاطلاع . واليك الكلمة التي قالها عنه فيلسوف الفريكة في كتابه " ملوك العرب " قال في ص 273 من الجزء الثاني : قد زرت السيد حسن صدر الدين في بيته بالكاظمية ، فألفيته رجلا عظيما الخلق والخلق ، ذا جبين رفيع وضاح ولحية كثة بيضاء وكلمة نبوية ، له عينان هما جمرتان فوق خدين هما وردتان ، عريض الكتف طويل القامة مفتول الساعدين ، وهو يعتم بعمامة سوداء كبيرة ويلبس قميصا مكشوف الصدر رحب الأردان فيظهر ساعده عند الإشارة في الحديث ، ما رأيت في رحلتي العربية كلها من أعاد إلي ذكر الأنبياء كما يصورهم التأريخ ويصفهم الشعراء والفنانون مثل هذا الرجل الشيعي الكبير ، وما أجمل ما يعيش فيه من البساطة والتقشف ، ظننتني وأنا داخل إلى بيته أعبر بيت أحد خدامه إليه ، وعندما رأيته جالسا على حصير في غرفة ليس فيها غير الحصير وبضعة مساند وقد كنت علمت أن لفتواه
49
نام کتاب : تكملة أمل الآمل نویسنده : السيد حسن الصدر جلد : 1 صفحه : 49