نام کتاب : تكملة أمل الآمل نویسنده : السيد حسن الصدر جلد : 1 صفحه : 386
في تفسير بعض الآيات وانجز الكلام فيها إلى الأدب والعلوم العربية وتكلم السيد محمد علي بما يراد وفوق المرد ، فتعجب الحاج ميرزا حسن . قال السيد الوالد - وكان حاضرا - : وكان الحاج ميرزا حسن إماما في العلوم العربية ، فالتفت امام الجمعة إلى السيد صدر الدين وقال مشيرا إلى السيد محمد علي : آقا مجتهد است . فصار اسما له بحيث لا يعرف اسمه الأصلي عموم الناس . وبالجملة كان علامة متبحرا في العلوم كلها ، قام مقام والده ، وزاد على والده أنه صار يصعد المنبر بعد فراغه من الصلاة بالناس ويتكلم بالمعارف والأخلاق على وجه ينتفع منه عوام الناس بل والنساء . حتى اني سمعت من أخيه حجة الاسلام السيد صدر أنه كان يذكر غوامض المسائل في التوحيد كشبهة ابن كمونة وأمثالها ويجيب عنها بلسان يفهمه كل أحد ، وكأنه من أوضح المطالب لشدة سلطته على التقرير وحسن البيان ووفور علمه وطول باعه . قال : دخلت على أمه بنت الشيخ وهو جالس في خزانة الكتب وأنا على جنبه والخزانة تشتمل على ألوف المجلدات ، فقالت له : اني لا أجدك في هذه الأيام مكبا على المطالعة في الكتب . فقال لها : يا أماه والله اني أحفظ مطالب كل هذه الكتب - وأشار بيده إلى صدره - حتى أني أحفظ أن كل مطلب في أي صفحة من الكتاب . قال السيد الوالد قدس سره : ولأمه بنت الشيخ حق عظيم عليه ، لأنها مربيته على المطالعة والسهر في الليل وقلة الاكل وقلة المنام لما كان عمره أربع سنوات . وقال السيد الصدر دام ظله : وكان قد تمرن على قلة الاكل ، حتى أنه إلى آخر عمره كان يأكل على قدر أكل الطفل الصغير . قال : وكان كثير الفكرة غزير العبرة مشغولا بنفسه ، ولما شاعت تحقيقاته
386
نام کتاب : تكملة أمل الآمل نویسنده : السيد حسن الصدر جلد : 1 صفحه : 386