نام کتاب : إيضاح الاشتباه نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 41
وفي عام 716 ه توفي السلطان محمد خدابنده فرجع العلامة الحلي إلى مدينة الحلة ، واشتغل فيها بالتدريس والتأليف وتربية العلماء وتقوية المذهب وارشاد الناس . حتى شدت إليه الرحال من كل جانب . ولم يخرج العلامة من الحلة منذ رجوعه إليها حتى وفاته إلا إلى الحج الذي كان في أواخر عمره الشريف ، وبقي على هذه الوتيرة إلى أن وافاه الاجل في المحرم الحرام سنة 726 ه . ( 6 ) عصره ومعاصروه : عاصر العلامة الحلي رضوان الله تعالى عليه منذ نشأته وحتى وفاته عام 726 ه أحداثا مرة مرت بها الأمة الاسلامية عموما والطائفة الحقة خصوصا ، كان أولها غزو التتر العراق واحتلال بغداد وتدميرها وحرق مكتباتها ، والقضاء على الحضارة الاسلامية التي كانت فيها . وأراد التتر احتلال الحلة والكوفة والمشهدين الشريفين ، إلا أن تدبير والده - والد العلامة - أدى إلى المحافظة على هذه المدن وما فيها ، وبالتالي أدى إلى اسلام سلاطين التتر ومن تم تشيعهم ، ويحكي لنا العلامة معاملة والده مع التتر حيث يقول : لما وصل السلطان هولاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر أهل الحلة إلى البطائح إلا القليل . فكان من جملة القليل والدي رحمه الله والسيد مجد الدين ابن طاووس والفقيه ابن أبي العز ، فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون داخلون تحت إيالته ، وأنفذوا به شخصا أعجميا ، فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين أحدهما يقال له فلكة والاخر يقال له علاء الدين وقال لهما : قولا لهم : إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون إلينا . فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي إليه الحال ، فقال والدي رحمه الله : إن جئت وحدي كفى ؟ فقالا : نعم ، فصعد معهما .
41
نام کتاب : إيضاح الاشتباه نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 41