نام کتاب : المنهج الرجالي والعمل الرائد في الموسوعة الرجالية لسيد البروجردي نویسنده : السيد محمد رضا الجلالي جلد : 1 صفحه : 89
فأوّلاً : التضعيف بالغُلُوّ : إنّ السيّد لَفَتَ الأنظارَ إلى حقيقةٍ هامّة ، وهي انّ كثيراً ممّن نُسِبَ إليهم الغُلُوّ كانت لهم عقائدُ صحيحة متقنة ، غايةَ الأمر انّ بعضَ الشيعة كانوا - لقصورهم في بعض العقائد - ربّما يعدون بعض العقائد الكاملة الصحيحة غُلُوّاً وإفراطاً وصرّح السيّد بعد إعلانه هذه الحقيقة بأنّه : لا يُلتفتُ إلى كثيرٍ ممّا يُنسب إلى الأصحاب من الغُلُوّ والإفراط [121] . وقد أصبح الاتّهامُ بالغُلُوّ ، وإسقاط شخصيّة الرواة رجاليّاً - وبِتبع ذلك : الإعراضُ عن كثيرٍ من التُراث الحديثيّ المسجّل والمتلقّى ، والمخلَد في الأُصول الحديثيّة - أمراً هيّناً عند المتأخّرين يتلاقَفُهُ كل من هَبَ ودَبّ ، والُوكةً يتحدّثُ بها القاصرون المقصرون ، والمفرطون في الحقّ ، من أصحاب الأهواء ، ممّنْ لم ترسخْ لهم قدم في الدين ، ولا في العلم . ونحنُ كما نرفضُ ذلك الإفراط ، نرفض هذا التفريط ، ونقول : إنّ القدرَ المتيقّن من الغُلُوّ المسقِط لرواية الراوي هو المخرِجُ عن الإسلام ، باعتقاد الأُلوهيّة في البشر - والعياذ بالله - والمؤدّي إلى ترك الواجباتِ العباديّة وارتكاب المحرّمات الإلهيّة ، وعلى هذا يحملُ الغُلُوّ المطلق الذي وردَ في المعالجات كونُه من موجبات الضعف . ومهما يكن ، فإنّا نجدُ اعتمادَ السيّد على التضعيف بالغُلُوّ في موارد ، منها قوله : الرواية قويّةُ السند ، إلاّ من جهة عبد الله بن القاسم الحَضْرَمي ، فإنّه ضعيف بالغُلُوّ [122] .