responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعلى بن خنيس نویسنده : حسين الساعدي    جلد : 1  صفحه : 44


وبعد البيعة لأبي العباس ولاّه على الكوفة ( 1 ) ، لخطورة موقعها في سير الحركة العباسية . وأول خطوة قام بها حث ابن أخيه على التخلّص من أبي سلمة الخلاّل بواسطة أبي مسلم الخراساني ( 2 ) ، للخطر المتوقّع منه ، ثُمَّ وجهه والياً إلى المدينة والموسم ومكة واليمن واليمامة ( 3 ) ؛ لأنّ المدينة تعتبر المركز المنافس الحقيقي للعباسيين وهم العلويون ، سواء كان الحسنيين أو حركة الإمام الصادق ( عليه السلام ) الفكرية ، وخوفهم من شخصيته القوية التي استقطبت الساحة العلمية . كما أنّ موسم هذا العام يعتبر أول موسم يلتقي به الحجيج في ظل الدولة العباسية ، فمن يكون لهذه المهمة الصعبة والخطيرة غير داوود بن علي الذي قيل فيه : لم يكن أحد من بني العباس يتكلم ويبلغ حاجة على البديهة غير أبي جعفر وداوود بن علي ( 4 ) .
فقد أدى دوره بأحسن ما يكون وأقام الحج ( 5 ) .
وخطب في مكة وهو مسند ظهره إلى الكعبة ، وقال : شكراً شكراً إنّا والله ما خرجنا لنحفر فيكم نهراً ، ولا لنبني قصراً ، ظن عدو الله أن لن نقدر عليه ، أمهل الله في طغيانه وأرخى له من زمانه ، حتى عثر في فضل خطامه ، والآن أخذ القوس باريها ، وعاد النبل إلى نزعه ، وعاد الملك في نصابه من أهل بيت نبيكم أهل الرأفة والرحمة . والله إن كنا لنشهد لكم ، ونحن على فراشنا أمن الأسود والأبيض ، لكن ذمة الله وذمة رسوله وذمة العباس ، ها ورب هذه الأبنية لا نهيج أحداً ، ثُمَّ نزل ( 6 ) .
هذا ما قام به في أول موسم للحج بتاريخ الدولة العباسية ، حيث ذكر زوال ملك


1 . تاريخ الطبري ، ج 8 ، ص 332 . 2 . تاريخ الطبري ، ج 8 ، ص 353 . 3 . مختصر تاريخ دمشق ، ج 8 ، ص 149 ، رقم 79 . 4 . أنساب الأشراف ، ج 4 ، ص 117 ؛ تاريخ الطبري ، ج 8 ، ص 667 . 5 . تاريخ خليفة بن خيّاط ، ص 331 . 6 . العقد الفريد ، ج 4 ، ص 100 - 101 ؛ مختصر تاريخ دمشق ، ج 8 ، ص 151 ، رقم 79 .

44

نام کتاب : المعلى بن خنيس نویسنده : حسين الساعدي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست