نام کتاب : المعلى بن خنيس نویسنده : حسين الساعدي جلد : 1 صفحه : 22
قادة جيوش المشركين في بدر وأحد والأحزاب وغيرها إلى أن فتح مكة ، فدخلوا الإسلام ، ومنهم من أضمر الحقد والحسد والكيد للإسلام وأهله وبقى على قبليته ، وبما أنّهم سادة قريش فقد سعوا إلى أن تكون لهم السيادة في الإسلام . فمدوا عيونهم للإمرة والخلافة . قال المقريزي معلقاً على هذا الطموح : فإنّي كثيراً ما تعجبت من تطاول بني أُمية للخلافة ، مع بعدهم عن جذم رسول الله ، فلعمري لا نبعد أبعد ممّا كان بين بني أمية وبين هذا الأمر ، إذ ليس لبني أُمية سبب إلى الخلافة ولا بينهم وبينها سبب . ( 1 ) لكنهم سعوا وبطرق شتى عبر القرابة والدسائس والفتن والحرب حتى وصلوا إلى سدة الحكم ، وأصبح معاوية بن أبي سفيان خليفة المسلمين عام " 41 ق " ، واستمر الحكم الأموي إلى عام " 130 ق " ، في جو ملبد بالكذب والوضع والزندقة حتى سقوط دولتهم وزوال ملكهم . وسنذكر مجمل أسباب السقوط بشكل مقتضب ، لغرض إعطاء صورة واضحة للاتجاهات التي ساهمت في سقوط الدولة الأموية ، والتي أثرت في تعدد رؤى الشيعة وقيام الدولة العباسية . أ - شهادة الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) ريحانة الرسول ( رضي الله عنه ) وسيد شباب أهل الجنة ، على يد جيش يزيد بن معاوية وبصورة بشعة ، ثُمَّ سبي عائلته ونقلها من بلد إلى بلد ، ممّا سبب لوعة وحزناً في قلوب المسلمين ، وتأججت العواطف وانكشفت حقيقة الوجه الأموي المعادي لله ورسوله . ممّا أصبح من الواضح أنّ الأمويين لم يرعوا لله ورسوله حرمة ولا لدين الله احتراماً . فكانت شهادته ( عليه السلام ) ، وأهل بيته وأصحابه أحد الأسباب الرئيسة التي أدت إلى سقوط الدولة الأموية ، بل اعتبرها عباس محمود العقاد السبب الوحيد في سقوطها ( 2 ) .
1 . التنازع والتخاصم ، ص 11 - 12 . 2 . الحسين أبو الشهداء ، العقاد ، ج 3 : 309 إلى 315 .
22
نام کتاب : المعلى بن خنيس نویسنده : حسين الساعدي جلد : 1 صفحه : 22