نام کتاب : المعلى بن خنيس نویسنده : حسين الساعدي جلد : 1 صفحه : 73
الحسين ، فلا يعتمد عليها ( 1 ) . دراسة الخبر : بعد معرفة ضعف سند الرواية فإنّها لا تدلّ على تضعيف المعلّى ؛ لأنّه يظهر من سياق الرواية أنّ أمر الإمام الصادق كان أمراً إرشادياً في لزوم التقية ، وعدم إظهار اعتقاده بالأئمّة بين الناس ، لذا يقول له الإمام : يا معلّى لا تكونوا أُسراء في أيدي الناس بحديثنا ، إن شاؤوا أمنوا عليكم ، وإن شاؤوا قتلوكم . ثُمَّ يوصيه بالكتمان ، ونتيجة من لم يلتزم بذلك أما أن يموت مقتولا ، أو يموت بخبل ، ثُمَّ يؤكد له بأنّه سيقتل . لكنه أظهر معاجزهم والاعتقاد بهم والدعوة إليهم ، فدعاه داوود بن علي وسأله عن شيعة أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقال له المعلّى : بالقتل تهددني ! والله لو كانوا تحت قدمي هذا ما رفعت قدمي عنهم ، ثُمَّ قتله . فقُتل رحمه الله ولم يتعرّض بسببه أحد من أصحاب الإمام الصادق لأذى . وأنّ ما قام به المعلّى نجد له نظيراً في سيرة بعض أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) كأبي ذر الغفاري . فقد كان إسلامه في زمن الدعوة السرية ، لكنه لم يلتزم بالسرية والكتمان ، وجهر بإسلامه ، وعرّض نفسه للضرب والإهانة من قبل مشركي قريش ، ولعلهم أرادوا قتله لولا أن أنقذه العباس من أيديهم ( 2 ) ، وأنّ عمله هذا كان يعكس مدى إعتزازه بإسلامه ، ومدى استعداده للتضحية في سبيله ، فقد صدر من أبي ذر الغفاري ما يخالف أمراً إرشادياً من أوامر النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) في لزوم السرية والكتمان ، ولكن لم يتعرّض لجرح وتضعيف لعمله هذا ، بل أصبح موضع اعتزاز لدى المسلمين ،
1 . معجم رجال الحديث ، ج 18 ، ص 245 ، رقم 12496 . 2 . راجع : صحيح البخاري ، ج 2 ، ص 201 - 207 ؛ مستدرك الحاكم ، ج 3 ، ص 339 ؛ الإصابة ، ج 4 ، ص 63 ؛ طبقات ابن سعد ، ج 4 ، ص 164 .
73
نام کتاب : المعلى بن خنيس نویسنده : حسين الساعدي جلد : 1 صفحه : 73