المرويّة في الكتب الروائية . يتسنّى للطلاب من خلال مطالعة هذا الكتاب وممارسة القواعد والضوابط المذكورة فيه ، الرجوع إلى الكتب الرجالية والاستفادة منها ؛ فلا يحتاج الطالب بعده إلى سائر الأبحاث المختلفة المتناثرة بين طيّات كتب الرجال أو كتب الفوائد المتفرّقة ، فهو كتاب مُغن عن سواه من الكتب حيث إنّه نظم أهمّ القواعد في سلك التحقيق والتنظيم بأحسن وجه ممكن . مع ما عرفت من تطبيق القواعد على الأمثلة الدقيقة ، بحيث يكون التطبيق مثالاً نموذجيّاً يتعرّف الطالب بالدقّة فيها على طريقة تطبيق القواعد على الموارد والاستفادة منها . بدأ بتأليف الكتاب في 7 شعبان المعظّم من عام 1258 ه وانتهى منه يوم الأربعاء 12 شوال من عام 1258 ه ، على مقربة من حائر مولانا أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) . وفي ختام الكتاب أورد تقريراً عن أحوال الناس هناك في ذاك الزمان فقال : . . . في أسوأ الحال من حيث الدين لاضطراب أهل البلد من توجّه نجم باشا إلى بلدهم ، وخوفهم على أنفسهم وعيالهم وأموالهم ، وغلو الأسعار ، وانسداد باب الاقتراض ، وعدم وجدان المؤنة والابتلاء بكثرة العيال ، ولعدم المسكن ، وشدّة مطالبة الديّانين وغير ذلك ، فرّج الله تعالى عنّا جميع تلك الكرب وأحسنها من حيث الآخرة للتلازم غالباً بين التلبّس بتلك الكُرَب وبين كمال التوجّه إليه تعالى . وفّقنا الله تعالى لكمال التوجّه إليه في حال البؤس والرخاء بعزّة من لُذنا إلى جواره . ( 1 )
1 . يشير المؤلّف بهذه العبارات إلى واقعة كربلاء ، وهي أنّ محمّد نجيب باشا حيث علم بتغلّب علي رضا باشا على كربلاء جهّز جيشاً في ذي القعدة من عام 1258 ه ، فحاصر البلدة ، واستولى عليها في 11 ذي الحجة من عام 1258 ه . وكان قائد الجيش نجم باشا . تاريخ العراق بين الاحتلالين 7 : 65 .