فلمّا خرج ، قال المهديّ : أشهد أنّ قفاه قفا كذّاب على رسول الله ؛ ما قال ( صلى الله عليه وآله ) : جناح ، ولكن هذا أراد أن يتقرّب إلينا ، وأمر بذَبْحها ، وقال : أنا حملته على ذلك . ( 1 ) ومنهم : قوم من يرتزق به كما اتّفق لأحمد بن يحيى بن مَعِين في مسجد الرصافة . ( 2 ) وأعظمهم ضرراً مَن انتسب منهم إلى الزهد بغير علم ، فزعم أنّه وضعه حِسْبَةً لله تعالى وتقرّباً إليه ؛ ليجذب به قلوب الناس إلى الله بالترهيب والترغيب . فقبل الناس موضوعاتِهم ثقةً بهم ؛ لظاهر حالهم بالصلاح والزهد . ويكشف عن ذلك ما روى ابن حيّان عن ابن مهديّ ، قال : قلت لميسرة بن عبد ربّه : من أين جئت بهذه الأحاديث : مَن قرأ كذا فله كذا ؟ فقال : وضعتها أُرغّب الناس فيها . ( 3 ) وعن مؤمّل بن إسماعيل ، قال : حدّثني شيخ بفضائل سور القرآن سورة سورة . فقلت له : مَن حدّثك ؟ فقال : حدّثني رجل بالمدائن وهو حيّ ، فسرت إليه ، فقلت : مَن حدّثك ؟ فقال : حدّثني شيخ بواسط وهو حيّ ، فسرت إليه ، فقال : حدّثني شيخ بالبصرة ، فسرت إليه ، فقال : حدّثني شيخ بعبّادان ، فسرت إليه ، فأخذ بيدي فأدخلني بيتاً فإذا فيه قوم من المتصوّفة ومعهم شيخ ، فقال : هذا الشيخ حدّثني ، فقلت : يا شيخ ، مَن حدّثك ؟ فقال : لم يحدّثني أحد ، ولكنّا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن فوضعت لهم هذا الحديث ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن . ( 4 ) وكلّ من أودع هذه الأحاديثَ في تفسيره كالواحدي والثعلبي والزمخشري فقد أخطأ في ذلك .
1 . الرعاية في علم الدراية : 154 . 2 . شرح الألفية للسيوطي : 87 - 88 . 3 . الموضوعات 1 : 241 ؛ الرعاية في علم الدراية : 157 . 4 . الموضوعات 1 : 241 .