عليّ بن إسماعيل : فمات إسحاق في شهر ربيع . ( 1 ) بناء على استظهار موته في زمان مولانا الصادق ( عليه السلام ) منها ، فيكون مغايراً للراوي عن مولانا الكاظم ( عليه السلام ) والذي مات في أيّامه . كما يدلّ عليه ما رواه الكليني : عن أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن سيف بن عميرة ، عن إسحاق بن عمّار ، قال : سمعت العبد الصالح ينعى إلى رجل نفسَه . فقلت في نفسي : وإنّه ليعلم متى يموت الرجل من شيعته ؟ ! فالتفت إلىّ شِبهَ المُغضَب فقال : " يا إسحاق ، قد كان رُشَيد الهجري يعلم علم المنايا والبلايا والإمام أولى بعلم ذلك " . ثمّ قال : " يا إسحاق ، اصنع ما أنت صانع ؛ فإنّ عمرك قد مضى وفنى وأنّك تموت إلى سنتين ، وإخوتك وأهل بيتك لا يلبثون إلاّ يسيراً حتّى تتفرّق كلمتهم ويخونَ بعضهم بعضاً حتّى يشمت بهم عدوّهم ، فكان هذا في نفسك " . فقلت : فإنّي أستغفر الله بما عرض في صدري ، فلم يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إلاّ يسيراً حتّى مات ، فما أتى عليهم إلاّ قليل حتّى قام بنو عمّار بأموال الناس فأفلسوا . ( 2 ) توضيح : رُشَيد الهُجري - بضمّ الراء المهملة ، على ما ضبطه في خلاصة الأقوال ( 3 ) - من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ( عليهم السلام ) . ( 4 ) وعن الكشّي رواية عن قنواء بنت رشيد الهجري قال الراوي عنها : قلت لها : أخبريني ما سمعتِ من أبيكِ ، قالت : سمعت أبي يقول : أخبرني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : " يا رُشَيد ، كيف صبرك إذا أرسل إليك دَعيُّ بني أُميّة ،
1 . اختيار معرفة الرجال : 409 / 767 . قوله " بناءً " قيد لقوله : " يظهر " . 2 . الكافي 1 : 484 / 7 . 3 . خلاصة الأقوال : 72 / 5 . 4 . ويظهر من المجمع فتحها ؛ إذ فيه : الرشيد اسم من أسمائه تعالى - إلى أن قال - والرشيد هارون بن محمّد المهديّ أحد خلفاء بني العبّاس - إلى أن قال - ورشيد الهجري يعلم علم المنايا والبلايا .