توفق إلى صياغة فنية متينة لهذه القاعدة اتبعه عليها الأصوليون الذين جاءوا من بعده بما فيهم مدرسة الشيخ الأنصاري ومن تخرج من هذه المدرسة . قاعدة قبح العقاب بلا بيان : وهذه القاعدة هي القاعدة المعروفة ب ( قبح العقاب بلا بيان ) ولعل المعركة الفكرية التي دخلها الوحيد ضد المدرسة الأخبارية كان من وراء هذه الصياغة العقلية لأصالة البراءة . يقول الوحيد رحمه الله في كتابه ( الفوائد الحائرية ) : ( اعلم أن المجتهدين ذهبوا إلى أن ما لا نص فيه والشبهة في موضوع الحكم الأصلي فيهما البراءة . والمقصود بالأول الشبهة الحكمية و بالثاني الشبهة الموضوعية ) . ثم يقول : ( دليل المجتهدين حكم العقل بقبح التكليف والمؤاخذة ما لم يكن بيان ) . وقد عدل صياغته من بعده سبطه السيد محمد المجاهد الطباطبائي ابن السيد علي صاحب ( رياض المسائل ) في موسوعته الأصولية الكبيرة ( مفاتيح الأصول ) فقال في الاستدلال للبراءة العقلية : ومنها ما أشار إليه جدي ( الوحيد البهبهاني ) فقال : ( إن دليل المعظم إنه إذا لم يكن نص لم يكن حكم فالعقاب قبيح ، ثم قال : فالصواب أن يجعل الدليل هكذا :