responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفوائد الحائرية نویسنده : محمد باقر الوحيد البهبهاني    جلد : 1  صفحه : 17


المقدس بمعنى الاقتصار على الأخبار الواردة في الكتب الموثوق بها في كل شئ ، والجمود على ظواهرها ، ثم دعا الغلو بهؤلاء إلى ادعاء أن كل تلك الأخبار مقطوعة الصدور على ما فيها من اختلاف ، ثم اشتد بهم الغلو ، فقالوا بعدم جواز الاخذ بظواهر القرآن وحده ، من دون الرجوع إلى الأخبار الواردة ، ثم ضربوا بعد ذلك علم الأصول عرض الجدار ، بادعاء أن مبانيه كلها عقلية لا تستند إلى الاخبار ، والعقل أبدا لا يجوز الركون إليه في كل شئ ، ثم ينكرون الاجتهاد وجواز التقليد . وهكذا تنشأ فكرة الأخبارية الحديثة التي أول من دعا إليها أو غالى في الدعوة إليها ( المولى أمين الدين الاسترآبادي ) المتوفى 1033 ثم يظهر آخر شخص لهذه النزعة له مكانته العلمية المحترمة في الفقه هو ( صاحب الحدائق ) وهذا الثاني - وإن كان أكثر اعتدالا من الأول وأضرابه - كاد أن يتم على يديه تحويل الاتجاه الفكري بين طلاب العلم في كربلا إلى اعتناق فكرة الأخبارية هذه . وعند ما وصلت هذه الفكرة الأخبارية إلى أوجها ، ظهر في كربلا علم الاعلام الشيخ الوحيد الآقا البهبهاني الذي قيل عنه بحق : مجدد المذهب على رأس المائة الثالثة عشر .
فإن هذا العالم الجليل كان لبقا مفوها ومجاهدا خبيرا ، فقد شن على الأخبارية هجوما عنيفا بمؤلفاته وبمحاججاته الشفوية الحادة مع علمائها - وقد نقل في بعض فوائده الحائرية ورسائله نماذج منها - و بدروسه القيمة التي كان يلقيها على تلامذته الكثيرين الذين التفوا حوله ، وعلى يديه كان ابتدأ تطور علم الأصول الحديث و خروجه عن جموده الذي ألفه عدة قرون ، واتجه التفكير العلمي إلى ناحية جديدة غير مألوفة ، فانكمشت في عصره النزعة الأخبارية على نفسها ، ولم تستطع أن تثبت أمام قوة

17

نام کتاب : الفوائد الحائرية نویسنده : محمد باقر الوحيد البهبهاني    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست