وقد روى حديثا فيه أبو سعيد الادمي يروي عن محمد بن مروان [1] ، عن محمد بن سنان في قصة : انه عاد إليه بصره [2] . وليس هذا الحديث مما يبنى عليه في طائل ، لان أصله ضعيف ، ولو ثبت فقد يظهر الله المعجزات على الأئمة تنبيها للظالمين والغالين وتركيبا للحجة . وان أبا جعفر [ عليه السلام ] كان يقول : ناج [3] وهو صغير فإن كان ذلك كناية عما يذهب إليه الغلاة فهو دخل عظيم ، وإن لم يكن ذلك بل إشارة إلى ما يتلفظ به الصبيان فالامر قريب . وروى حديثا آخر معناه ان أبا جعفر [ عليه السلام ] كان صغيرا ويقرأ الكتاب [4] . وهذا ان ثبت فهو كالأول ، وإن لم بثبت فلا كلام ، ان راويه محمد بن عبد الله ابن مهران ، وإذا عرفت هذا فالقدح متوجه إلى الرجل جدا ، ولم أر في هذه الأقاصيص والأحاديث ما يزيل الطعن فيه . وأما ما ورد من قول من قال : أراد أن يطير فقصصناه ، فإنه دال على اضطرابه وأما انه قص فمعرض من ابن سنان للتقية والمداراة ، ولئن دل على صحة العقيدة فليس دالا على العدالة والثقة وهي الغرض .
[1] في المصدر : محمد بن مرزبان ، والظاهر كونه تصحيفا . [2] الاختيار : 582 رقم 1092 ، وقد مرت ترجمة " سهل بن زياد الادمي أبو سعيد " تحت رقم 189 فراجع ما قيل فيه هناك . [3] ما أثبته من المصدر ، وفى ( ج ) و ( أ ) : ناح ، وفى ب : باخ ، وفى ( د ) : ناح ، وكتب العلامة المامقاني في حاشية تنقيح المقال : 3 / 127 : " في نسخة صحيحة : باح باح وذلك من ألفاظ الصبيان المهملة المعنى ، يعنى انه بعد قراءة الكتاب أظهر رجوعه إلى حاله الطفولية ، والله العالم " . والعبارة المذكورة أعلاه متعلقة بالرواية رقم 1092 من الاختيار : 582 . [4] الاختيار : 583 - 584 رقم 1093 .