احتمال الوهم من السيد رحمه الله ، والا فهو في التحقيق غلط فاحش [1] ، فإنه ذكر في الكشي حديثا هذه صورته : سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يذكر صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان بخير ، وقال : رضي الله عنهما برضاي عنهما ، فما خالفاني قط . ثم قال في الكشي : هذا بعد ما جاء عنه فيهما ما قد سمعته من أصحابنا [2] . عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي قال : دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام في آخر عمره فسمعته يقول : جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وزكريا بن آدم عني خيرا . . الحديث [3] . ولا يبعد أن يكون الحديث الثاني غير مرتبط بما قبله ، وانما هو خبر مرسل عن عبد الله بن الصلت ، وكأن السيد ظن ارتباطه بقوله " من أصحابنا " والا لم يحتج إلى ذكر فراغه من الحديث ، ولا لنقل قوله " هذا بعد ما جاء . . إلى آخره " . وأما الغلط في قوله : فيه عنهما ، فواضح بعد فهم المعنى ، موجب لمزيد الالتباس قبله ) .
[1] يحتمل أن يكون محل كلمة " وقال " بعد قول السيد " حديث يتضمن ذكر صفوان ومحمد بن سنان " فما بعد هذه العبارة هو كلام الكشي ، فيصبح سياق الكلام هكذا : " . . ومحمد بن سنان ، وقال : هذا بعد ما جاء عنه فيهما ما قد سمعته من أصحابنا " ، أو بعد قوله " من أصحابنا " فيصبح سياق الكلام هكذا " من أصحابنا ، وقال : عن أبي طالب عبد الله ابن الصلت القمي " فلاحظ . [2] الاختيار : 502 رقم 963 . [3] الاختيار : 503 رقم 964 ، ثم إن الحديث خال من ذكر " زكريا أبو يحيى الموصلي " حيث إن المذكور فيه " زكريا بن آدم " فعليه لا محل لا يراده ضمن هذه الترجمة والاستشهاد به على حسن حال المترجم له .