على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه جبرئيل يناجيه فلم يسلّم فقال جبرئيل : ما منعه أن يسلّم ؟ أما إنّه لو سلّم لرددت عليه ، ثمّ قال : أما إنّه من الثمانين ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " وما الثمانون " ؟ قال : يفرّ الناس عنك غير ثمانين يصبرون معك رزقهم ورزق أولادهم على الله في الجنّة . . . ( 1 ) الحديث . أقول : وما ورد في كلامهم أنّ فلاناً من الثمانين مرادهم ذلك . [ 21 ] حارثة بن سُراقة الأنصاري : سراقة بضمّ السين ، وأُمّه الربيع ، روي أنّ حارثة بن الربيع جاء نظّاراً يوم بدر وكان غلاماً ، فجاءه سهم عَزَبٌ فوقع في ثُغرة نحره فقتله ، فجاءت أُمّه الربيع فقالت : يا رسول الله قد علمت مكان حارثة منّي فإن يكن من أهل الجنّة فسأصبر وإلاّ فسيرى الله ما أصنع ، قال : " يا أُمّ حارثة إنّها ليست بجنّة واحدة ولكنّها جنان كثيرة وهو في الفردوس الأعلى " ، قال ( 2 ) : سأصبر ( 3 ) . [ 22 ] حمزة بن عمرو الأسلمي : من بني سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة ، أفصى بالفاء ، توفّي سنة إحدى وستّين وهو ابن إحدى وسبعين سنة ، وقيل : سنة إحدى وتسعين . أقول : روي عنه رخصة الصيام في السفر في شهر رمضان بطرق ثلاثة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . [ 23 ] الحارث بن مالك الأنصاري : هو الذي قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " كيف أصبحت يا حارث " ؟ قال : أصبحت من المؤمنين حقّاً ، فقال رسول الله : " إنّ لكلّ حقّ حقيقة فما حقيقة ذلك " ؟ إلى آخر الحديث ( 4 ) . [ 24 ] الحارث بن رِبْعي الأنصاري : أبو قتادة فارس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، روى عن سلمة بن الأكوع قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك اليوم : " خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع " ( 5 ) ، روي أنّ أبا قتادة اتّخذ شعراً فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " أكرمه " ، فكان يرجّله كلّ يوم ( 6 ) . أقول : الظاهر أنّ اتّخاذ الشعر كان من الرأس وإكرامه ترجيله كلّ يوم . [ 25 ] حمزة بن عبد المطّلب : كنيته أبو عمارة ، وقيل : أبو يعلى ، عمّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأخوه من الرضاعة أرضعتهما ثُويبة مولاة أبي لهب ، أسد الله وأسد رسوله ، كان أسنّ من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بسنين ، استشهد
1 . أُسد الغابة ، ج 1 ، ص 359 ؛ مجمع الزوائد ، ج 9 ، ص 314 ؛ المعجم الكبير ، ج 3 ، ص 227 ، ح 3225 ؛ كنز العمّال ، ج 13 ، ص 331 ، ح 36935 . 2 . كذا في الأصل ، والصحيح : قالت . 3 . مسند أحمد ، ج 3 ، ص 272 ، المعجم الكبير ، ج 3 ، ص 231 ، ح 3234 ؛ كنز العمّال ، ج 10 ، ص 431 ، ح 30043 ، أُسد الغابة ، ج 1 ، ص 354 . 4 . المصنّف ، ج 7 ، ص 227 ، ح 74 ؛ المعجم الكبير ، ج 3 ، ص 266 ، ح 3367 ، كنز العمّال ، ج 13 ، ص 351 ، ح 36988 . 5 . نيل الأوطار ، ج 8 ، ص 105 ؛ مسند أحمد ، ج 4 ، ص 53 ؛ صحيح مسلم ، ج 5 ، ص 194 . 6 . المصنّف للصنعاني ، ج 11 ، ص 270 ، ح 20516 ؛ فيض القدير ، ج 3 ، ص 35 ، ح 2654 .