يتبرّأون منهم ، وليعرف هذا القوم بعداوتهم أهل العلم والعلماء . وفي كتاب المعيشة من الكافي قال : باب دخول الصوفيّة على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ( 1 ) ، ومن ذلك يعلم اتّصاف قوم بهذا الوصف وكانوا يعرفون به من جهة أوصافهم وأقوالهم ، وفي روضة الكافي في الربع الثاني : علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) لعبّاد بن كثير البصري الصوفي : ويحك يا عبّاد غرّك أن عفّ بطنك وفرجك إنّ الله عزّ وجل يقول في كتابه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ) ( 2 ) اعلم أنّه لا يتقبّل الله عزّ وجلّ منك شيئاً حتّى تقول قولا عدلا ( 3 ) . ووجه رواية يونس عنه ( عليه السلام ) يأتي في ترجمة يونس بن عبد الرحمن في الإكليل ، ولعلّ من هذا الباب رواية البزنطي عن الصادق ( عليه السلام ) . وفي كثير من أخبارنا ورد ذمّهم ، ومن ذلك ما ذكره بعض الثقات من أصحابنا وهو هكذا : وفي الصحيح عن البزنطي قال : قال رجل للصادق ( عليه السلام ) : قد ظهر في هذا الزمان قوم يقال لهم الصوفيّة ، فما تقول فيهم ؟ فقال ( عليه السلام ) : إنّهم أعداؤنا ، فمن مال إليهم فهو منهم ويحشر معهم ، وسيكون أقوام يدّعون حبّنا ويميلون إليهم ويتشبّهون بهم ويلقّبون أنفسهم بلقبهم ويقولون أقوالهم ، ألا فمن مال إليهم فليس منّا وأنا منه براء ، ومن أنكرهم وردّ عليهم كان كمن جاهد الكفّار بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 4 ) . وروي مسنداً إلى العسكري ( عليه السلام ) أنّه خاطب أبا هاشم الجعفري فقال : يا أبا هاشم سيأتي زمان على الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة وقلوبهم مظلمة منكدرة ، السنّة فيهم بدعة والبدعة فيهم سنّة ، المؤمن بينهم محقّر والفاسق بينهم موقّر ، أمراؤهم جاهلون جائرون وعلماؤهم في أبواب الظلمة سائرون ، أغنياؤهم يسرقون زاد الفقراء وأصاغرهم يتقدّمون على الكبراء ، كلّ جاهل عندهم خبير وكلّ محيل عندهم فقير ، لا يميّزون بين المخلص والمرتاب ولا يعرفون الضأن من الذئاب ، علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض لأنّهم يميلون إلى الفلسفة والتصوّف ، وأيم الله أنّهم من أهل العدول والتحرّف يبالغون في حبّ مخالفينا ويضلّون شيعتنا وموالينا ، فإن نالوا منصباً لم يشبعوا عن الرشاء ، وإن خذلوا عبدوا الله على الرياء ، ألا إنّهم قطّاع طريق المؤمنين والدعاة إلى نحلة الملحدين ، فمَن أدركهم فليحذرهم وليصن دينه وإيمانه . ثمّ قال : يا أبا هاشم هذا ما حدّثني أبي عن آبائه عن جعفر بن محمّد ( عليهم السلام ) وهو من أسرارنا فاكتمه إلاّ عن أهله ( 5 ) . وفي كتاب قرب الإسناد روى مسنداً عن الصادق ( عليه السلام ) في حال أبي هاشم الكوفي : إنّه كان فاسد العقيدة جدّاً ، وهو الذي ابتدع مذهباً يقال له التصوّف وجعله مفرّاً لعقيدته الخبيثة وأكثر الملاحدة ( 6 ) .