نام کتاب : اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 13
والغابرات والسالفين والسالفات والعاقبات في الأزل والآباد . وبالجملة آحاد مجامع الامكان وذوات عوالم الامكان ، بقضها وقضيضها وصغيرها وكبيرها ثابتاتها وبايداتها حالياتها وأنياتها . وإذا الجميع زفة زفة وزمرة زمرة ، بحشدهم ( 1 ) قاطبة معا ، مولون وجوه مهياتهم شطر بابه سبحانه ، شاخصون بأبصار أنياتهم تلقاء جنابه جل سلطانه من حيث هم لا يعلمون ، وهم جميعا بألسنة فقر ذواتهم الفاقرة وألسن فاقة هوياتهم الهالكة في ضجيج الضراعة وصراخ الابتهال ذاكروه وداعوه ومستصرخوه ومناده ب ( يا غني يا مغني ) من حيث لا يشعرون . فطفقت في تينك الضجة العقلية والصرخة الغيبية أخر مغشيا علي ، وكدت من شدة الوله والدهش أنسى جوهر ذاتي العاقلة ، وأغب عن نفسي المجردة ، وأهاجر ساهرة أرض الكون ، وأخرج عن صقع قطر الوجود رأسا ، إذ قد ودعتني تلك الخلسة شيقا حنونا إليها ، وخلفتني تلك الخطفة الخاطفة تائقا لهوفا عليها ، فرجعت إلى أرض التبار ، وكورة البوار ، وبقعة الزور ، وقربة الغرور تارة أخرى ( 2 ) . وقال نور الله مرقده : ومن لطائف ما اختطفته من الفيوض الربانية بمنه سبحانه وفضله جل سلطانه حيث كنت بمدينة الايمان حرم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله قم المحروسة ، صينت عن دواهي الدهر ونوائبها ، في بعض أيام شهر الله الأعظم لعام الحادي عشر بعد الألف من الهجرة المباركة المقدسة النبوية ، أنه قد غشيني ذات يوم سنة شبه خلسة وانا جالس في تعقيب صلاة العصر تاجه تجاه القبلة . فأريت في سنتي نورا شعشعانيا على أبهة صوانية في بهاء ضوء لامع ، وجلاء نور ساطع جالسا من وراء ظهر المضطجع ، وكأني أنا دار من نفسي أو أدراني أحد غيري ان المضطجع مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وتسليماته عليه ، والجالس من
1 ) في البحار : بحزبهم 2 ) البحار : 109 / 125 وهو رسالته المعروف ب ( الخلعية )
مقدمة المحقق 13
نام کتاب : اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 0 صفحه : 13