نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 93
واحدا " ، وجعل الطول من باب خراسان إلى باب الكوفة ثمانمائة ذراع ، ومن باب الشام إلى باب البصرة ستمائة ذراع ، ومن أول باب المدينة إلى الباب الذي يشرع إلى الرحبة خمسة أبواب حديد . وذكر وكيع فيما بلغني عنه : أن أبا جعفر بنى المدينة مدورة لأن المدورة لها معان سوى المربعة ، وذلك المربعة إذا كان الملك في وسطها كان بعضها أقرب إليه من بعض ، والمدور من حيث قسم كان مستويا لا يزيد هذا على هذا ولا هذا على هذا ، وبنى لها أربعة أبواب ، وعمل عليها الخنادق وعمل لها سورين وفصيلين بين كل بابين فصيلان ، والسور الداخل أطول من الخارج . وأمر ألا يسكن تحت السور الطويل الداخل أحد ولا يبنى منزلا ، وأمر أن يبنى الفصيل الثاني مع السور النازل لأنه أحصن للسور ، ثم بنى القصر والمسجد الجامع . وكان في صدر قصر المنصور : إيوان طوله ثلاثون ذراعا " ، وعرضه عشرون ذراعا " ، وفى صدر الإيوان مجلس عشرون ذراعا " في عشرين ذراعا " ، وسمكه عشرون ذراعا " ، وسقفه قبة وعليه مجلس مثله فوقه القبة الخضراء ، وسمكه إلى أول حد عقد القبة عشرون ذراعا " ، فصار من الأرض إلى رأس القبة الخضراء ثمانين ذراعا " ، وعلى رأس القبة تمثال فرس عليه فارس . وكانت القبة الخضراء ترى من أطراف بغداد . حدثني القاضي أبو القاسم التنوخي قال : سمعت جماعة من شيوخنا يذكرون أن القبة الخضراء كان على رأسها صنم على صورة فارس في يده رمح ، فكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومد الرمح نحوها ، علم أن بعض الخوارج يظهر من تلك الجهة فلا يطول الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن خارجيا قد نجم تلك الجهة ، أو كما قال . أنبأنا إبراهيم بن مخلد القاضي قال أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : سقط رأس القبة الخضراء خضراء أبى جعفر المنصور التي في قصره بمدينته يوم الثلاثاء لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، وكان ليلتئذ مطر عظيم ورعد هائل وبرق شديد ، وكانت هذه القبة تاج بغداد وعلم البلد ومأثرة من مآثر بني العباس عظيمة ، بنيت أول ملكهم وبقيت إلى هذا الوقت [ إلى آخر أمر الواثق ] فكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة .
93
نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 93