نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 129
أحدها للنساء ، ثم عقد لنفسه وحشمه جسرين بباب البستان . وكان بالزندورد جسران عقدهما محمد ، وكان الرشيد قد عقد عند باب الشماسية جسرين ، وكان لأبي جعفر جسر عند سويقة قاطوطا ، فلم تزل هذه الجسور إلى أن قتل محمد . ثم عطلت وبقي منها ثلاثة إلى أيام المأمون ، ثم عطل واحد . [ و ] وسمعت أبا علي بن شاذان يقول : أدركت ببغداد ثلاثة جسور : أحدها محاذي سوق الثلاثاء ، وآخر بباب الطاق ، والثالث في أعلا البلد عند الدار المعزية محاذي الميدان . فذكر لي غير بن شاذان أن الجسر الذي كان محاذي الميدان نقل إلى الفرضة بباب الطاق ، فصار هناك جسران يمضي الناس على أحدهما ويرجعون على الآخر . وقال لي هلال بن المحسن : عقد جسر بمشرعة القطانين في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ، فمكث مدة ثم تعطل ، ولم يبق ببغداد بعد ذلك سوى جسر واحد بباب الطاق ، إلى أن حول في سنة ثماني وأربعين وأربعمائة ، فعقد بين مشرعة الروايا من الجانب الغربي ، وبين مشرعة الحطابين من الجانب الشرقي ، ثم عطل في سنة خمسين وأربعمائة ، ثم نصب . بمشرعة القطانين . قال الشيخ أبو بكر : ولم أزل أسمع أن جسر بغداد طرازها . أنشدني علي بن الحسن بن الصقر أبو الحسن قال أنشدنا علي بن الفرج الفقيه الشافعي لنفسه : أيا حبذا جسر على متن دجلة * بإتقان تأسيس وحسن ورونق جمال وفخر للعراق ونزهة * وسلوة من أضناه فرط التشوق تراه إذا ما جئته متأملا * كسطر عبير خط في وسط مهرق أو العاج فيه الآبنوس مرقش * مثال فيول تحتها أرض زئبق أنشدنا علي بن المحسن التنوخي قال أنشدني أبي لنفسه : يوم سرقنا العيش فيه خلسة * في مجلس بفناء دجلة مفرد رق الهواء برقة قدامه * فغدوت رقا للزمان المسعد فكأن دجلة طيلسان أبيض * والجسر فيها كالطراز الأسود حدثني هلال بن المحسن . قال : ذكر أنه أحصيت السميريات المعبرانيات بدجلة في
129
نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 129