نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 116
الحواري في بعض أيام المقتدر بالله ، وقد جرى حديثه - وعظم أمره وكثرة الخدم في داره : قد اشتملت الجريدة في هذا الوقت على أحد عشر ألف خادم خصي ، وكذا من صقلبي ورومي وأسود . وقال : هذا جنس واحد ممن تضمه الدار فدع الآن الغلمان الحجرية وهم ألوف كثيرة ، والحواشي من الفحول . وقال أيضا " : حدثني أبو الفتح عن أبيه وعمه عن أبيهما أبي القاسم علي بن يحيى : أنه كانت عدة كل نوبة من نوب الفراشين في دار المتوكل على الله ، أربعة آلاف فراش . قالا : فذهب علينا أن نسأله كم نوبة كانوا ؟ حدثني هلال بن المحسن قال حدثني أبو نصر خواشاذة خازن عضد الدولة قال : طفت دار الخلافة ، عامرها وخرابها وحريمها وما يجاورها ويتاخمها ، فكان ذلك مثل مدينة شيراز . قال هلال : وسمعت هذا القول من جماعة آخرين عارفين خبيرين . ولقد ورد رسول لصاحب الروم في أيام المقتدر بالله ، ففرشت الدار بالفروش الجميلة ، وزينت بالآلات الجليلة ، ورتب الحجاب وخلفاؤهم والحواشي على طبقاتهم . على أبوابها ودهاليزها وممراتها ومخترقاتها وصحونها ومجالسها ، ووقف الجند صفين بالثياب الحسنة ، وتحتهم الدواب بمراكب الذهب والفضة ، وبين أيديهم الجنائب على مثل هذه الصورة . وقد أظهروا العدد المكسية والأسلحة المختلفة ، فكانوا من أعلى باب الشماسية والى قريب من دار الخلافة ، وبعدهم الغلمان الحجرية والخدم الخواص الدارية والبرانية إلى حضرة الخليفة ، بالبزة الرابعة والسيوف والمناطق المحلاة . وأسواق الجانب الشرقي وشوارعه وسطوحه ومسالكه مملوءة بالعامة النظارة ، وقد اكترى كل دكان وغرفة مشرفة بدراهم كثيرة ، وفي دجلة الشذاآت والطيارات والزبازب والدلالات والسميريات ، بأفضل زينة وأحسن ترتيب وتعبية وسار الرسول ومن معه من المواكب إلى أن وصلوا إلى الدار ، ودخل الرسول فمر به على دار نصر القشوري الحاجب . ورأى ضففا كثيرا " ومنظرا " عظيما " فظن أنه الخليفة وتداخلته له
116
نام کتاب : تاريخ بغداد نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 116