نام کتاب : الموضوعات نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 298
فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه وكان مرضه ثمانية عشر يوما يعوده الناس ، وكان صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين وقبض يوم الاثنين ، فلما كان يوم الأحد ثقل في مرضه فأذن بلال ثم وقف بالباب فنادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، الصلاة يرحمك الله . فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال فقالت فاطمة يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم مشغول بنفسه ، فدخل بلال المسجد ، فلما أسفر الصبح قال والله لا أقيمها أو أستأذن سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرجع وقام بالباب ونادى السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله . الصلاة يرحمك الله ، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت بلال فقال ادخل يا بلال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشغول بنفسه مر أبا بكر يصلى بالناس . فخرج ويده على أم رأسه وهو يقول يا غوثاه بالله وانقطاع رجائي وانفصام [ انقصام ] ظهري ليتني لم تلدني أمي وإذ ولدتني لم أشهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اليوم . ثم قال يا أبا بكر ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تصلى بالناس ، فتقدم أبو بكر وكان رجلا رقيقا ، فلما نظر إلى خلو المكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتمالك أن خر مغشيا عليه وصاح المسلمون بالبكاء ، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضجيج الناس ، فقال ما هذه الضجة ؟ فقالوا ضجة المسلمين لفقدك يا رسول الله فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليا والعباس فاتكأ عليهما فخرج إلى المسجد ، فصلى بالناس ركعتين خفيفتين ثم أقبل بوجهه المليح عليهم فقال يا معشر المسلمين أستودعكم الله ، أنتم في رجاء الله وأمانه ، والله خليفتي عليكم ، معاشر المسلمين ، عليكم باتقاء الله وحفظ طاعته من بعدي فإني مفارق الدنيا . هذا أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا . فلما كان يوم الاثنين اشتد به الامر ، فأوحى الله تعالى إلى ملك الموت أن اهبط إلى حبيبي وصفيي محمد في أحسن صورة وارفق به في قبض روحه ، فهبط ملك الموت فوقف بالباب شبه أعرابي ثم
298
نام کتاب : الموضوعات نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 298