نام کتاب : الموضوعات نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 240
عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات بعدد كل يهودي ونصراني تنفس في الدنيا ، ومن قرأ سورة الأنعام صلى عليه سبعون ألف ملك ، ومن قرأ الأعراف جعل الله بينه وبين إبليس [1] ، ومن قرأ الأنفال أكون له شفيعا وشاهدا وبرئ من النفاق ، ومن قرأ يونس أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من كذب بيونس وصدق به وبعدد من غرق مع فرعون ، ومن قرأ سورة هود أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق نوح وكذب به ، وذكر في كل سورة ثواب تاليها إلى آخر القرآن " . وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره فذكر عند كل سورة منه ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولا أعجب منهما لأنهما ليسا من أصحاب الحديث ، وإنما عجبت من أبى بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الذي صنفه في فضائل القرآن وهو يعلم أنه حديث محال ، ولكن شره جمهور المحدثين فإن من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل ، وهذا قبيح منهم لأنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من حدث عنى حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " . وهذا حديث فضائل السور مصنوع بلا شك ، وفى إسناد الطريق الأول بديع . قال الدارقطني : وهو متروك ، وفى الطريق الثاني مخلد [2] بن عبد الواحد قال ابن حبان : منكر الحديث جدا ينفرد بمناكير لا تشبه أحاديث الثقاة ، وقد اتفق بديع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علي بن زيد ، وقد قال أحمد ويحيى : علي بن زيد ليس بشئ . وبعد هذا فنفس الحديث يدل على أنه مصنوع فإنه قد استفز [ استنفد ] السور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد
[1] هي كذلك بالأصل ويقضى السياق بقوله بعد إبليس حجابا . [2] ليس في سند الحديث المذكور مخلد بن عبد الواحد وإنما فيه محمد والصحيح مخلد .
240
نام کتاب : الموضوعات نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 240