نام کتاب : الموضوعات نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 99
الباب الثالث في الامر ابعاد [ بانتقاد ] الرجال والتحذير من الرواية عن الكذابين والبحث عن الحديث المباين للأصول مان [ كان ] السرب الأولى صافيا ، فكان بعض الصحابة يسمع من بعض ويقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير ذكر رواة له ، لأنه لا يشك في صدق الراوي . ودليل ذلك رواية أبي هريرة وابن عباس قصة " وأنذر عشيرتك الأقربين " وهذه قصة كانت بمكة في بدو [ بدء ] الاسلام وما كان أبو هريرة قد أسلم ، وكان ابن عباس يصغر عن ذلك . وكذلك روى ابن عمر وقوف رسول الله صلى الله عليه وسلم على قليب بدر وابن عمر لم يحضر . وروى المسور بن محرمه [ مخرمة ] ومروان بن الحكم قصة الحديبية وسنهما لا يحتمل ذلك لأنهما ولدا بعد الهجرة بسنين . وروى أنس بن مالك حديث انشقاق القمر بمكة ، وقال البراء بن عازب : ليس كلما يحدثكموه سمعناه [ سمعناه ] من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن حدثنا أصحابنا ثم لم تزل الآفات تدب حتى وقعت التهم فاحتيج إلى اعتبار العدالة . فمتى رأيت حديثا خارجا عن دواوين الاسلام ، كالموطأ ومسند أحمد والصحيحين وسنن أبي داود ونحوها ، فانظر فيه ، فإن كان كان [1] له نظير من الصحاح والحسان قرب أمره ، وإن ارتبت فيه ورأيته يباين الأصول فتأمل رجال إسناده وأم تبر أحوالهم من كتابنا المسمى بالضعفاء والمتروكين ، فإنك تعرف وجه القدح فيه . وقد يكون الاسناد كله ثقات ويكون الحديث موضوعا أو مقلوبا أو قد