نام کتاب : المستفاد من ذيل تاريخ بغداد نویسنده : ابن الدمياطي جلد : 1 صفحه : 197
كان نصرانيا ، وكان يقرأ المنطق على أبي علي بن الوليد شيخ المعتزلة ويلازمه ، فلم يزل يدعوه إلى الإسلام ويشرح له الدلالات حتى أسلم . وكان عالما بالحكمة والطب . وله مصنفات حسنة مفيدة في الطب ، منها كتاب منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان . ومن شعره قوله يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم : وشاهر السيف قبل السيف الذر هم * والناس قد عكفوا جهلا على هبل إمام معجزة قولا ونممه * فعلا فأحكمه بالقول والعمل توفي في آخر شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ، وكان وقف كتبه في مشهد أبي حنيفة . 202 - يحيى بن محمد بن هبيرة بن سعيد بن حسين بن أحمد بن الحسن بن جهم بن عمر بن هبيرة بن علوان ، أبو المظفر الوزير [1] : قلده الإمام المقتفي لأمر الله الوزارة وخلع عليه . وكانت أيام وزارته منيرة بالعدل ، مزهرة بالجود والفضل ، وكان محبا لأهل العلم ، يحضر مجلسه الفقهاء والأدباء والقراء وأصحاب الحديث ، ويبحث مع كل منهم في فنه ، فيسفر فكره عن فائدة لطيفة ونكتة ظريفة ، ويشهد له الجماعة بوفور فضله وجلالة قدره . وكانت له مصنفات حسنة في عدة فنون من العلم والقراءات والحديث والأدب ، وأجلها كتاب الإفصاح عن معاني الأحاديث الصحاح ، شرح فيه أحاديث صحيحي البخاري ومسلم ، وبين فقهها ولغتها ومعانيها بألفاظ تعرب عن نبله وجلاله ، وتفصح عن بعد مرماه في الفضل وكماله ، وتبين عن غزارة علمه وحسن تصوره وفهمه . وقرئ عليه في مجلس عام جامع لأئمة أهل الإسلام ثم إنه رتب لحفظ هذا الكتاب من المتعلمين ألفا وثمانمائة طالب ، وجعل لهم مائة وأربعين معيدا لتحفيظهم وتفقيههم بحيث لم يبق مسجد ولا مدرسة إلا ويلقي فيهما درس منه . وبعد حفظ الطلبة لدروسهم يحضرون مع مفيدهم في حضرة الوزير فيقرؤنه من حفظهم ، فيوصل إليهم من المبار والأنعام ما يدهش سائر الأنعام ما يدهش سائر الأنام . ويقال : إنه أنفق على هذا الكتاب حتى جمعه مائة ألف دينار وثلاثة عشر ألف دينار . سمع الحديث من أبي عثمان إسماعيل بن قيلة وأبي القاسم هبة الله بن الحسين وأبي غالب بن البنا وأبي الحسين محمد بن محمد بن