responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستفاد من ذيل تاريخ بغداد نویسنده : ابن الدمياطي    جلد : 1  صفحه : 105


98 - عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان بن عبد الله بن علوان بن رافع ، الأسدي ، أبو محمد [1] :
من أهل حلب . أسمعه والده في صباه من أبي الفرج يحيى الثقفي ومن جماعة أخرى ، ثم إنه هو سمع بنفسه كثيرا ، وكتب بخطه ، وحصل بهمة وافرة ، وتفقه على مذهب الإمام الشافعي على أبي المحاسن يوسف بن رافع قاضي حلب ، وصحبه وعنى به عناية شديدة بما رأى من نجابته وفهمه وذكائه ، واتخذه ولدا وصاهره ، وصار معيدا لمدرسته وله نيف وعشرون سنة . ثم ولى التدريس بعدة مدارس ، ونبل مقداره ، وتقدم عند الملوك والسلاطين ، وعلا به جاهه وارتفع شأنه ، وروسل به إلى ملوك الشام ومصر ، ثم إنه ناب في القضاء بحلب مدة حياة القاضي ، فلما توفي ولي القضاء ، وأرسل رسولا إلى دار الخلافة ، فقدم علينا في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وستمائة ، وأكرم مورده وجمع له فقهاء مدينة السلام بدار [2] الوزارة ، وأحضر وتكلم مع الفقهاء . وكانت له معرفة حسنة بالحديث ويد باسطة في الأدب .
وكان محبا لأهل الدين والصلاح ، وكان حسن الخلق والخلق ، لطيفا مزاحا ، طيب المعاشرة ، حلو المحاضرة ، مقبول الصورة . اجتمعت به عند شيخنا أبي اليمن الكندي ثم بحلب مرات كثيرة . وله على أياد يعجز عن حصرها قلمي ، ويقصر عن شرحها كلمي .
سمعت منه بحلب وسمع مني ، وحدث ببغداد ، وكان ثقة نبيلا ، ما رأت عيناي أكمل منه .
أنشدني القاضي أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الأسدي لنفسه ببغداد ، وذكر أنه اجتمع ببعض أصدقائه وأخصائه من أهل حلب بحمص متوجها إلى دمشق ، فكتب إليه من حلب :
إلى الله أشكو ما وجدت من الأسى * بحمص وقد أمسى الحبيب مودعا وأودع في العين السهاد وفي الحشاك ال‌ * لهيب وفي القلب الجوى والتصدعا ولله أيام تقضت بقرية * فيا طيبها لو دمت فيها ممتعا ولكنها عما قليل تصرمت * فأصبحت منبت السرور مفجعا وقد كان ظني أن عند قفولنا * إلى حلب ألقى من الهم مفزعا



[1] انظر : النجوم الزاهرة 6 / 301 . وشذرات الذهب 5 / 170 .
[2] في الأصل : ( بداره الوزارة ) .

105

نام کتاب : المستفاد من ذيل تاريخ بغداد نویسنده : ابن الدمياطي    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست