نام کتاب : المستفاد من ذيل تاريخ بغداد نویسنده : ابن الدمياطي جلد : 1 صفحه : 81
وكان عارفا فاضلا وبليغا مترسلا ومتفننا في كثير من العلوم الدينية والأدبية والنجومية . وكان خبيث الباطن ، كثير الحيل ، شديد الحسد على الفضل وإن أظهر الميل إلى أهله . ومن شعره : تأمل من أهواه صفرة خاتمي * فقال حبيبي لم نحيت أحمره فقلت له من أحمر كان فصه * ولكن سقامي حل فيه فغيره توفي في رمضان سنة ثمان عشرة وأربعمائة بميافارقين عن ست وأربعين سنة ، و حمل تابوته إلى الكوفة فدفن هناك . وكان كثير الفضائل ، جيد الترسل ، شديد الذكاء - رحمه الله . 74 - الحسين بن علي بن عبد الصمد الديلمي ، أبو العباس المنشئ ، المعروف بالطغرائي [1] : من أهل أصبهان . كان يتولى الطغرا للسلطان محمد بن ملك شاه ، وهي علامة تكتب على التوقيعات . وكان من أفراد الدهر وأعيان العصر ، غزير الفضل ، كامل العقل ، وشعره ألطف من النسيم ، وأرق من حواشي النعيم . قدم بغداد وأقام بها مدة ، وروى بها . ومن شعره : تمنيت أن ألقاك في الدهر مرة * فلم أك من ذاك التمني بمرزوق سوى ساعة التوديع دامت فكم منى * أنالت وما قامت بها أملا سوقي فيا ليت أن الدهر كل زمانه * وداع ولكن لا يكون بتفريق ومن شعره : ذكرتكم عند الزلال على الظما * فلم أنتفع من ورده ببلال وحدثت نفسي بالأماني فيكم * وليس حديث النفس غير ضلال أواعدها قرب اللقاء ودونه * مواعيد دهر مولع بمطال يقر بعيني الركب من نحو أرضكم * يرجون عيشا قيدت بكلال