responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة نویسنده : الذهبي    جلد : 1  صفحه : 56


وأراني لم أنته بعد من الحديث عن هذا الصنف من الرواة ، ولا بد لي من إتمام الكلام عنه بالحديث عن نقطتين :
- مدى إمكانية الحكم على راو بأنه تفرد بالرواية عنه فلان فقط .
- التنبيه إلى مصطلحات خاصة في كلمة ( مجهول ) ونحوها .
أما النقطة الأولى : فإن طريق معرفة التفرد : أمر معلوم ، هو التتبع والاستقراء ، ثم إصدار الحكم ، وهذا شأن الأئمة الموصوفين بأنهم أهل ذلك . إما أن يقوم بعملية التتبع رجل من أهل زماننا : فلا بد له من تقييد حكمه بأن هذا ما وصل إليه بحثه في الكتب المسماة : كذا وكذا . . .
وقد قال الإمام الذهبي - وهو من أهل التتبع والاستقراء بشهادة ابن حجر له في " شرح النخبة " ص 156 - في " تذكرة الحفاظ " 3 : 948 في ترجمة الإمام أبي بكر الإسماعيلي صاحب " المستخرج على صحيح البخاري " : " صنف - الإسماعيلي - " مسند عمر رضي الله عنه " ، طالعته وعلقت منه ، وانبهرت بحفظ هذا الإمام ، وجزمت بأن المتأخرين على إياس من أن يلحقوا بالمتقدمين " .
والذهبي الذي هو من أهل التتبع : سيأتي ما يتعلق به في هذه الجزئية .
فالحكم على أن فلانا لم يرو عنه إلا فلان - بهذا الحصر التام - شأن أئمة التتبع القدامى ، أمثال ابن المديني وابن معين وأحمد والبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة . . ، ومع ذلك فسيمر بك في التعليقات أمثلة على الاستدراك عليهم دعواهم هذه ، وأن إمكانية دعوى التفرد من إمام من أمثال من ذكرت : على خطر النقد والاستدراك ، إلا إذا أخذت من هذا الإمام بالتسليم ، وتناقلها جماعة العلماء دون استدراك عليها ، لأن لسان حال الإمام الناقل لها الساكت عليها : موافق مسلم ، وحينئذ يحكم بالاطمئنان على الرجل بالجهالة العينية .
وسبب صعوبة هذا الحكم وكونه على خطر الاستدراك : تفرق الرواة في الأمصار ، وانتشار الأسانيد بانتشارهم . قال الحافظ في " التهذيب " 1 : 4 وهو يتحدث عن هذا المعنى : " وسببه انتشار الروايات وكثرتها وتشعبها " .
ومن الأمثلة التي ستمر بالقارئ في التعليق - وبعضها جديد - :
1 " - قول ابن معين في رواية الدوري 2 : 248 ( 3823 ) عن شبيب بن بشر البجلي : " لم يرو عنه غيره " أي : غير أبي عاصم النبيل ، مع أن المزي رحمه الله ذكر في " تهذيب الكمال " خمسة رجال آخرين سوى أبي عاصم .
2 " - وأغرب من هذا ما حصل لابن معين نفسه أنه قال في رواية الدوري 2 : 462 ( 4810 ) عن عيسى بن جارية الأنصاري : " لا يعلم أحد روى عنه غير يعقوب القمي " مع أنه قال عنه برقم ( 4825 ) : " يحدث عنه يعقوب القمي وعنبسة قاضي الري " . وأما المزي فأوصلهم إلى خمسة ! .

56

نام کتاب : الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة نویسنده : الذهبي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست