نام کتاب : الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة نویسنده : الذهبي جلد : 1 صفحه : 175
فنقلهم ورمز فوق كل واحد منهم رمز من روى عنه ، وغالبهم من شيوخ النسائي ، وواحد من شيوخ مسلم ، وواحد من شيوخ أبي داود . وجاء في آخر النسخة فوائد بخطه أيضا ، أثبتها بنصها لفائدتها . قال رحمه الله : " وجدت بخط الإمام الحافظ أبي الربيع الياسوفي ( 1 ) ما نصه حرفا بحرف : كتب الإمام محمد بن الفضل التيمي ما صورته على المجلد الثاني من " معجم الطبراني الكبير " ، وقف الملك نور الدين الشهيد ( بالمدرسة ؟ ) الحنفية بدمشق ، ومنها قرأت وسمعت : قال البخاري رحمه الله : آفة أصحاب الحديث الشره . يعني : أنهم ( يولعون ) بالإكثار من السماع والرواية ، ويجمعون بين الغث والسمين ، وقلما يميزون رواياتهم بين الصحيح والسقيم ، ( ولا يأخذون ) ما ثبت سنده ، ويتركون ما زيف رواته . وكان الطبراني رحمه الله ممن عني بالإكثار ، فكان يورد في تصانيفه ( ما لا يثبت ) عند السبر والامتحان ، ولا يقتصر على روايات أهل الإتقان ، بل يجمع بين الأروى والنعام . وذكر في هذا الكتاب أحاديث فيها قرض ( 2 ) جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم ، وطعن على قوم من بني أمية ، وثلب لخلفاء بني العباس ، وهذا - وإن كان محالا على قوم ، ورواية عن جماعة - فلا يرخص فيه أن يورد في الكتاب ما فيه مغمز هم ، ( وليته ) اقتصر على المشهور ، واحترز من الشواذ التي وردت عن أقوام غير معدلين ، وطوائف بمذاهب السوء ( معروفين ) . فالصواب : أن يعتمد على الثابت مما أورده ، ولا يعتمد على ما لا يثبت من ذلك ، وإن كان ما أورده من الشواذ منسوبا إلى غيره وهو منه بريء . وكتب العبد محمد بن الفضل بخطه . نقله منه كما شاهده حرفا بحرف سليمان بن يوسف . ومنه كذلك إبراهيم سبط ابن العجمي " . ومنه كذلك محمد عوامة الحلبي الأصل ، المدني الإقامة ، غفر الله له . وما بين الهلالين كلمات زدتها من عندي لربط الكلام ، وقد لصق ورقة صغيرة فوقها الترقيع صفحة المخطوطة الأصلية . وأقول : إن هذه فائدة عظيمة ، تحتاج إلى دراسة تاريخية : لم قال الإمام البخاري رحمه الله هذه الكلمة التي تصور آفة من آفات الرواة الجماعين ، وإلى دراسة اصطلاحية ، وعقدية . فرحم الله أئمتنا ، ما أوجز كلماتهم ، وما أجمعها للفوائد . ونحو كلمة البخاري هذه ، كلمة لشيخه الإمام يحيى بن معين رحمه الله ، فقد روى عنه ابن الجنيد في " سؤالاته " ( 62 ) قال : " سمعت يحيى بن معين يقول : ما أهلك الحديث أحد ما أهلكه أصحاب الإسناد . يعني : الذين يجمعون المسند ، أي يغمضون في الأخذ من الرجال " .
175
نام کتاب : الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة نویسنده : الذهبي جلد : 1 صفحه : 175